افتتحت اللجنة الرابعة والعشرون التابعة للأمم المتحدة أشغالها بالاستماع إلى مداخلة ألقتها السيدة غلة باهية، عضوة مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، والتي سلطت من خلالها الضوء على المسار التنموي والسياسي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ولا سيما منطقة الصحراء. وأكدت السيدة باهية، في معرض مداخلتها، أن مصير هذه المنطقة قد تحدد بإرادة ساكنتها، مشيرة إلى أن الدينامية الاقتصادية والرؤية الاستراتيجية التي تشهدها الصحراء المغربية تمثل تجسيداً فعلياً لاندماجها الكامل في مسار التنمية الوطنية.
وأوضحت المتحدثة أن الأقاليم الجنوبية عرفت، خلال العقدين الماضيين، تحولات عميقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية، بفضل الاستراتيجية التنموية الشاملة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة. ووصفت هذه المقاربة التنموية بالنموذج الوطني الرائد، لما تتضمنه من مشاريع كبرى شملت مجالات متعددة، من بينها تطوير البنيات التحتية، والطرق، والموانئ، والمطارات، إلى جانب الاستثمار في الطاقات المتجددة، وهو ما أسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي بين جهات المملكة وربطها بالمجالات الإفريقية والأمريكية.
كما أبرزت السيدة غلة باهية أهمية البرامج التنموية في مجالات الفلاحة والصيد البحري والسياحة والاستثمار والخدمات، مشيرة إلى أن هذه الدينامية تعكس التزام الدولة بتمكين الساكنة المحلية من مقومات العيش الكريم وممارسة حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي الشق السياسي من المداخلة، شددت المتحدثة على أن الحل الأمثل لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية يتمثل في مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة، باعتبارها مقترحاً واقعياً وذا مصداقية، يضمن كرامة الساكنة ويمنحهم إمكانية تدبير شؤونهم عبر هياكل تنفيذية وتشريعية وقضائية ذات طابع جهوي موسع. وأشارت إلى الدعم المتزايد الذي تحظى به هذه المبادرة على الصعيد الدولي، حيث أعربت 118 دولة عن تأييدها لها، كما قامت أزيد من ثلاثين دولة بافتتاح قنصليات عامة في مدينتي الداخلة والعيون، في اعتراف صريح بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وفي ختام مداخلتها، أكدت السيدة غلة باهية أن المملكة المغربية تواصل جهودها لمنح ساكنة الأقاليم الجنوبية فرصاً حقيقية للمشاركة في تدبير شؤونهم وتحقيق تطلعاتهم نحو مستقبل مزدهر، في إطار رؤية تنموية مستدامة وحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي.
