فوضى التواصل الاجتماعي: بين الخصوصية المفقودة والعروض المستمرة المال حذف الأخلاق والتربية

هيئة التحرير2 يوليو 2024آخر تحديث : الثلاثاء 2 يوليو 2024 - 8:19 مساءً
هيئة التحرير
مختارات
فوضى التواصل الاجتماعي: بين الخصوصية المفقودة والعروض المستمرة المال حذف الأخلاق والتربية

شاشا بدر

sahel

لم يعد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مجرد وسيلة للتواصل وتبادل الأفكار، بل أصبحا منصة لعرض تفاصيل الحياة اليومية بشكل غير مسبوق. من تقديم التعازي عبر الإنترنت، إلى نشر لحظات الفرح والحزن، وحتى الصراعات الزوجية، أصبحت حياتنا مكشوفة على الملأ.
من المثير للجدل أن نرى كيف أصبح العزاء يُقدّم أونلاين. رغم أن هذه الطريقة قد تسهّل تقديم المواساة للأصدقاء والعائلة البعيدين، إلا أنها تفقد الكثير من الطقوس التقليدية التي تعزز الروابط الاجتماعية وتخفف من وطأة الحزن.
لم يعد البكاء يعبر عن الحزن الشخصي فحسب، بل أصبح وسيلة لجلب الانتباه والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي. نشر المشاكل والصراعات الزوجية بات أمراً مألوفاً، مما يعرض الحياة الخاصة للنقد والمشاكل الإضافية.
تنتشر مقاطع الفيديو التي تظهر الناس يرقصون أو يقومون بتصرفات قد تبدو تافهة للبعض. هذا النوع من المحتوى قد يكون مسلياً، لكنه أيضاً يعكس حالة من الإدمان على البحث عن الاهتمام والشهرة بأي ثمن.
ليس من الغريب أن نجد من ينشر تفاصيل دقيقة عن حياته اليومية، من الأكل والطبخ وحتى التنظيف. هذه الفوضى من المعلومات الشخصية تجعلنا نتساءل عن الحدود التي ينبغي أن نضعها لحماية خصوصيتنا.
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، نحتاج إلى إيجاد توازن بين مشاركة اللحظات الجميلة والحفاظ على الخصوصية. العروض المستمرة لتفاصيل حياتنا قد تجلب لنا الشهرة والاهتمام، لكنها قد تكلفنا فقدان الخصوصية والمشاكل النفسية والاجتماعية.
تظل وسائل التواصل الاجتماعي سيفاً ذا حدين. وبينما تتيح لنا التواصل مع العالم، إلا أنها تتطلب منا الحكمة في كيفية استخدامها. علينا أن نتذكر أن بعض اللحظات تستحق أن تظل خاصة، وأن الخصوصية ليست مجرد خيار، بل ضرورة للحفاظ على سلامتنا النفسية والاجتماعية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة