في ظل الأزمات العاصفة .. منتخبون يستنزفون خزينة الدولة بإقتناء سيارات فاخرة

هيئة التحرير16 مايو 2022آخر تحديث :
في ظل الأزمات العاصفة .. منتخبون يستنزفون خزينة الدولة بإقتناء سيارات فاخرة

رغم ما كابدته البلاد جراء الإغلاق الشامل الذي ضرب بدون رحمة جميع الأنشطة الاقتصادية، وهوى بالعديد من أفراد الطبقة المتوسطة إلى الدرك الأسفل من الفقر ، حيث أصبح المغرب يضم أكثر من 12مليون فقير حسب شهادة بطاقة الراميد ، إلا أن من قلدناهم أمورنا سواء كانوا منتخبين  ، أو معينين ، لا زالوا يعزفون سمفونية إستنزاف خزينة الدولة غير آبهين بالعواقب.

وإعتمادا على الإحصائيات الرسمية ، فإن المغرب يتوفر على أسطول سيارات تفوق 120 ألف سيارة كلها تستهلك بترول الخزينة العامة على إمتداد أيام الأسبوع ، إضافة إلى أجور فيالق من السائقين وقطع الغيار والزيوت ، والصيانة وغيرها.

أدهى من ذلك ؛ إن بعض المفكرين الجدد الوافدين على العمل البيروقراطي و السياسي أصبحوا يقومون بتنزيل فكرة كراء العديد من السيارات الفخمة من طراز “اودي” و”مرسديس” و”بي م دابليو ” وكلها موديلات ألمانية غالية الثمن ، لكي يوهموا الآخر، بأنهم يقودون سيارات خاصة لا تحمل ترقيم ” M” حمراء في إشارة إلى سيارات الدولة .

ويلاحظ في هذا السياق أن عدوى  كراء السيارات الفاخرة لم تكن وليدة اللحظة فلربما سنها الوزير السابق للشبيبة والرياضة ، والقيادي في حزب الحمامة ، “منصف بلخياط”، وبعد ذلك انتشرت كالوباء إلى باقي الجماعات الترابية ومجالس الجهات.

من جهة أخرى يمكن القول  إن ظاهرة  اقتناء وكراء السيارات الفاخرة على حساب أموال الشعب المغربي المقهور ، لم تقتصر على مسؤولي أحزاب اليمين أو ما تسمى بالأحزاب  الإدارية ، بل تعداها إلى حزب التقشف الذي يزعم أنه يستنبط أخلاقه السياسية من عمر ابن عبد العزيز كرمز للتقشف والورع ، هذا الحزب بدوره تورط في عملية اقتناء سيارات جد فاخرة من طراز مازدا اليابانية ، وفولسفاكن توارك الألمانية ، وهذا دليل على أن السواد الأعظم من المسؤولين السياسيين هم على قلب رجل واحد عندما يتعلق الأمر بالاستفادة من الريع ، وامتصاص مقدرات الدولة ، فلا فرق بين اليمين واليسار والحزب الديني .

ختاما لا يسعنا إلا أن نقول إن ترشيد النفقات لابد منه ، إذا ما إستحضرنا الفقر الذي تعيشه فئات المجتمع وعبئ القروض والمديونية الخارجية ، والمساعدات النقدية والعينية التي تقدمها بعض الدول والسفارات الأجنبية .

لكن رغم هذا الوضع المتأزم ، فإن هذا لا يجعل المسؤولين يستحيون من أنفسهم حين تراهم يمتطون سيارات من آخر الصيحات ، لا يمتطيها عملاق الأزياء الفرنسي “برنارد أرنو” ولا صاحب موقع أمازون الأمريكي “جيف بيزوس” ، وهذه هي الطامة الكبرى في مغرب العجائب والغرائب والتناقضات الصارخة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة