ذكرت مصادر إعلامية أن إلياس العماري ، الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والعاصرة، قام بزيارة لبعض القرى التي ضربها الزلزال العنيف الذي هز إقليم الحوز والمناطق المجاورة له، وذلك في الوقت الذي لم يقم جل أعضاء الحكومة بخطوة مماثلة بمن فيهم رئيسها عزيز أخنوش، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول ما إذا كان العماري يستعد للعودة مجددا إلى المشهد السياسي الذي أعلن ابتعاده عنه “عن قناعة”.
وتجول العماري بين خيام منكوبي الزلزال، وتُظهر الصور التي نشرتها جريدة “الصحيفة” أنه كان يرتدي قميصا بلون عسكري وأنه جالسَ بعضهم وتحدث إليهم وصافح البعض الآخر، كما كان يتفقد عمليات الإغاثة.
العماري، كان قبل مدة قد أعلن عن عودته للإعلام عبر إذاعة “كاب راديو”، حيث يأتي ظهور العماري في الوقت الذي يستمر فيه غياب رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن المناطق المنكوبة، في الوقت الذي لم يذهب فيه من حكومته إلى هناك سوى وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت ووزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، والاثنان ظهرا في مراكش خلال استقبال الملك محمد السادس الذي زار مصابي الزلزال بالمركز الاستشفائي الجامعي.
وزار المنطقة أيضا وزير العدل عبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة، بصفته رئيسا للمجلس الجماعي لتارودانت، حيث حل بهذه المدينة لتفادي آثار الزلزال وظهر وهو يتفحص المناطق المتضررة، قبل أن يُطلع البرلمان عن ما عاينه في المنطقة، خلال مشاركته قبل يومين في اجتماع للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان.
ويدفع ظهور العماري الجديد إلى طرح تساؤلات حول احتمالات إجرائه “تسخينات” للعودة إلى الحياة السياسية وعدم الاكتفاء بالمشهد الإعلامي، بعدما كان قد أكد مرارا أنه ابتعد عن السياسي بقرار شخصي قصد “مراجعة أخطائه” وأنه لا زال مقتنعا بهذا القرار، مشددا على أنه في المقابل لم يبتعد عن مجالات حياتية أخرى، وأنه يركز على عمله في “كاب راديو”.
وتسببت خسارة العماري للانتخابات البرلمانية لسنة 2016 في استقالته من منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة سنة 2017، وفي أكتوبر من سنة 2019 عزلته وزارة الداخلية من منصبه على رأس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة بعد فشله في جمع الأغلبية لعقد الدورة، وبالتالي انقطاعه عن مزاولة مهامه، ليختفي بعدها عن المشهد السياسي.
