تتجه أنظار عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم الأحد، إلى معبد الكرة الإسبانية “سانتياجو برنابيو”، حيث الموعد مع قمة الجولة العاشرة من الليجا بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، في كلاسيكو لا يعترف بالظروف ولا بالغيابات.
يدخل برشلونة المواجهة وسط خليط من القلق والطموح، بعدما أنهى استعداداته في أجواء متوترة بفعل الغيابات التي ضربت الخط الأمامي، يقابلها بارقة أمل بعودة الفرنسي جول كوندي إلى التدريبات قبل السفر إلى العاصمة مدريد.
المدافع الصلب، الذي غاب عن حصتين تدريبيتين متتاليتين، كان مصدر قلق داخل البيت الكتالوني، غير أن ظهوره في المران الأخير أعاد الثقة والهدوء إلى الجهاز الفني بقيادة هانز فليك، الذي يدرك تمامًا قيمة اللاعب في الصراعات الثنائية وقدرته على احتواء السرعات المرعبة لريال مدريد.
لكن فليك، المعروف بحذره التكتيكي، اختار تدعيم خطه الخلفي بثمانية مدافعين دفعة واحدة، في خطوة غير معتادة، بعد تأكد غياب أندرياس كريستنسن بسبب عدم تعافيه الكامل من وعكة فيروسية.
وضم المدرب إلى قائمته أسماء شابة مثل تشافي إسبارت وجوفري تورنتس إلى جانب الركائز الأساسية، تحسبًا لأي طارئ قد يفرضه إيقاع الكلاسيكو المتوهج.
أزمة هجومية خانقة
على الطرف الآخر من الملعب، يعيش برشلونة أزمة هجومية حقيقية مع غياب الثلاثي ليفاندوفسكي، أولمو ورافينيا، وهو ثلاثي يصعب تعويض تأثيره، خاصة أمام خصم يعرف كيف يستغل أي ثغرة.
توجهت أنظار فليك إلى فيران توريس، الذي استعاد جاهزيته بعد الإصابة، ليكون الرهان الأبرز في الخط الأمامي إلى جانب لامين يامال وماركوس راشفورد، في محاولة لاستعادة الفعالية الهجومية عبر توزيع جديد للأدوار في الثلث الأخير.
ووفق تسريبات من الحصة الأخيرة، يتجه فليك إلى الدفع بتوريس كرأس حربة صريح، مع تحويل فيرمين لوبيز إلى مركز صانع الألعاب، وعودة بيدري وفرينكي دي يونج للسيطرة على العمق وربط خطوط الفريق في مواجهة ضغط ريال مدريد العالي.
صراع دفاعي على الحافة
في الخط الخلفي، تتجه الأنظار إلى القرار الأصعب أمام فليك: من يرافق كوبارسي في محور الدفاع؟
الخيارات تنحصر بين رونالد أراوخو صاحب القوة البدنية، وإيريك جارسيا الذي نال ثقة المدرب بعد مشاركته في آخر مباراتين أساسيتين.
تميل الكفة – وفق مؤشرات التمرين الأخير – نحو جارسيا، في رباعي دفاعي يضم كوندي على اليمين وبالدي على اليسار، وأمامهم حارس المرمى تشيزني الذي يُنتظر أن يتعرض لاختبارات حقيقية أمام الهجوم الأبيض.
مواجهة لا تعترف بالأعذار
الكلاسيكو لا يعرف النقص ولا يرحم الأخطاء. فكل تمريرة محسوبة، وكل هجمة قد تغيّر وجه الموسم.
برشلونة يدخل التحدي بطموح رد الاعتبار، بينما ريال مدريد، مدفوعًا بجماهيره في البرنابيو، يسعى لتأكيد هيمنته واستعادة الصدارة.
إنها ليلة لا تحتمل أنصاف الحلول، ليلة الكبار فقط، حيث يُكتب التاريخ بالعرق والجرأة والإصرار.
البرنابيو سيشتعل.. والكرة الإسبانية تستعد لليلة من نار.













