لماذا تم ازاحة النعم ميارة من رئاسة مجلس المستشارين وتنصيب سيدي محمد ولد الرشيد مكانه ؟

هيئة التحرير14 أكتوبر 2024آخر تحديث :
لماذا تم ازاحة النعم ميارة من رئاسة مجلس المستشارين وتنصيب سيدي محمد ولد الرشيد مكانه ؟

أحمدو بنمبا

لاشك أنه وبعد توافق الأغلبية الحكومية على ترشيح “سيدي محمد ولد الرشيد ” لرئاسة مجلس المستشارين خلفا لـ ” النعم ميارة ” ، إنهالت الكثير من الأسئلة تتمحور حول : ما السبب وراء ذلك ؟.. فالحقيقة أن وضع إسم ولد الرشيد وازاحت اسم ميارة من منصب مهم داخل النظام السياسي للملكة المغربية ، يجعلنا نبحث عن الأسباب لعلنا نصل الى الحقيقة ولو بشكل نسبي !

إن المتابع للشان السياسي بالمغرب يستغرب أشدما استغراب من إتخاذ هذه الخطوة والتي لم تكن في الحسبان ، فحركية النعم ميارة وطنيا ودوليا تجعله شخصية سياسية ساهمت في مواطن عدة لاسيما في الشان الدبلوماسي بالرغم من إنزلاقاته الغير محسوبة ، الا ان التخلي عنه ببساطة قد يكون بسبب صراع الزعامة داخل الحزب ، و التي اثرت على مستقبله السياسي وجعلته يصل الى نقطة النهاية بسرعة ، بل انها دفعته الى وأد التفكير في طموحاته المستقبلية ، بإعتباره أحد الأضلع السياسية لحزب الإستقلال بالصحراء ، ورئيس للنقابة الإستقلالية وصهر ” حمدي ولد الرشيد ” دينامو حزب الإستقلال .

وعلى هذا الأساس لم يكن مفاجئا حسب ما نشرته بعد المواقع الاعلامية ابان صراعات المواقع التي عرفها الحزب منذ مدة ، كون ان تيار حمدي ولد الرشيد قد عرف شرخا من داخله ، ما فسح المجال أمام ” النعم ميارة ” بأن يفكر في الزعامة بدل أن يكون ضمن خطط واستراتيجيات حمدي ولد الرشيد كما كان متفق عليه ، بل و ساهم في إضعاف “تيار الصحراء” الذي يعرف بدوره صراعات وتكتلات وتيارات منها (تيار الداخلة) بزعامة الخطاط و(تيار العيون) بزعامة ولد الرشيد و (تيار السمارة) الجديد بزعامة ميارة .

ومما لاشك فيه ، ان بعد النظر السياسي لم يكن ليخدم النعم ميارة في مرحلة رئاسته لمجلس المستشارين فكان كل مرة عنوانا عريضا للصحف الوطنية ، والتي كان من بينها وشك تسببه في أزمة ديبلوماسية غير محسوبة العواقب مع غينيا بيساو ، على هامش المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب – جنوب مع دولة غينيا بيساو ، حيث استدعى ميارة ممثل البرلمان بدولة غينيا بيساو متجاهلا لكل الأعراف والبروتوكولات الديبلوماسية، حيث أغفل عن المرسوم الرئاسي الصادر عن رئيس غينيا بيساو أومارو سيسكو إمبالو ، والذي قرر من خلاله حل البرلمان بغينيا بيساو، بعد ثلاثة أيام من الأحداث التي وصفها بأنها “محاولة انقلاب”، وفق ما جاء في ذات المرسوم الرئاسي، ما يعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة غينيا بيساو.

غير أن ما زاد موقف النعم ميارة تعقيدا، هو سماحه لممثل البرلمان بدولة غينيا بيساو بالصعود للمنصة والقاء كلمة باسم ذات البرلمان، حيث استغل هذا الأخير منصة مجلس المستشارين المغربي للخوض في الأوضاع السياسية لدولة غينيا بيساو، وتمرير المواقف من الصراع والأزمة السياسية الدائرة بين رئيس جمهورية غينيا بيساو أومارو سيسيكو إمبالو وبرلمان غينيا بيساو الذي تهيمن عليه المعارضة برئاسة دومينغو بيرييرا.

وتأسيسا على ماسبق يرى متابعو الشان السياسي ان كل ما تقدم ، اثر بشكل مباشر او غير مباشر على مستقبل ميارة سياسا ، ما جعل حمدي ولد الرشيد يتخذ قرار ترتيب الاوراق وتوزيع المسؤوليات من جديد وابعاد كل من لا يلتزم بالقرارات والتوجهات المتوافق عليها تحت إشرافه ، وهو بالتالي ما انعكس سلبا على ميارة وافقده منصبه كرئيس لمجلس المستشارين !!!

فهل سنرى النعم ميارة في منصب سياسي جديد رغم انزلاقاته الدبلوماسية؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة