في الوقت الذي تشهد فيه الجهات الجنوبية الثلاث طفرة تنموية لا سيما جهة الداخلة وادي الذهب ، التي باتت محط أنظار المستثمرين الدوليين ، الإسبان ، الأمريكيين ، دول أمريكا اللاتينية والصين ..، يبقى المستثمرون الفرنسيون خارج التغطية ، ودون أي مبادرة تذكر لزيارة جهة الداخلة وادي الذهب ، والتعرف أكثر على فرص الإستثمار المتاحة والجديدة للحفاظ على الحضور الاقتصادي الفرنسي القوي بالمملكة وصحرائها ؟
وبهذا التغافل تكون فرنسا قد فقدت جزءاً من حضورها في القارة الأفريقية لصالح قوى مثل الصين أمريكا وإسبانيا ، التي تسعى إلى أن تبرم شراكات مع المغرب من أجل توسيع حضورها في القارة السمراء.
يذكر أن فرنسا تتوفر على فروع لحوالى 800 شركة بالمغرب ، حيث تنجز فرنسا حوالى ثلث الاستثمارات الأجنبية بالمملكة تصل إلى حوالى 12 مليار يورو منذ الستينيات من القرن الماضي ، إلا أنها وحسب المفكرين الإقتصاديين فقدت وضع الشريك التجاري الأول للبلد المغاربي لفائدة إسبانيا ، ما سيدفعها إلى البحث عن موطئ قدم أخر من أجل مواصلة الحضور في القارة الإفريقية.
ولاشك أن الإستثمارات التي تشدها جهة الداخلة وادي الذهب خصوصا في مجال القطاعات الجديدة وغيرها ، لا يخفى على أحد أن الشركات الفرنسية تتوفر فيها على خبرات كبيرة ، إلا أنها فقدت البوصلة وباتت تبحث عن مكان لها بعيدا عن المغرب ، ما سوف يؤثر على ترتيبها إفريقيا وعلى علاقاتها الإقتصادية بالمغرب.
ويتجه المغرب نحو إنجاز استثمارات عامة مهمة في العديد من القطاعات بجهة الداخلة وادي الذهب ، وهي استثمارات تثير اهتمام المستثمرين الإسبان الأمريكيين ودول أمريكا اللاتينية وتسيل لعابهم وتجعلهم يهتمون أكثر بالفرص المتاحة لاسيما في قطاع الصيد الفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة .
لكي لا تفقد مجانية الغاز الجزائري و كذا أموال النفط والغاز التي تكدس في بنوكها كأنها هي المنتج و الاستفادة كذلك من عصابة المستثمرين من الأموال المنهوبة و المهربة لهم