مثار للجدل .. هجرة شباب الداخلة طمعا في تحقيق مبتغاهم من أرض الأحلام (امريكا)

هيئة التحرير11 أبريل 2024آخر تحديث :
مثار للجدل .. هجرة شباب الداخلة طمعا في تحقيق مبتغاهم من أرض الأحلام (امريكا)

أحمدو بنمبا

أصبحت ظاهرة هجرة الشباب المغربي لا سيما شباب جهة الداخلة وادي الذهب إلى الخارج مثار جدلٍ متنامٍ بعد أن باتت صور العديد منهم تغزو منصات التواصل الإجتماعي ،ما يؤكد ، أن أرقام المهاجرين من أبناء جهة الداخلة إلى الخارج في تزايد وارتفاع مستمرين، حيث تتركز وجهتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعد من أهم الدول التي تستقبل أعداداً متزايدة من المهاجرين الأفارقة . ويبدو أنّ هناك العديد من العوامل التي تُفسر تزايد هجرة هؤلاء الشباب إلى الخارج، لعل من أهمها: العوامل الاقتصادية والاجتماعية بجهة الداخلة الداخلة ، ولا سيما ارتفاع معدلات العوز والبطالة في صفوف الشباب ، والعوامل الخارجية التي ترتبط بضعف النظم القانونية ونظم الرقابة على الهجرة غير النظامية في بعض الدول، خصوصاً في دول أمريكا الجنوبية.

أسباب عديدة

يبدو أن تصاعد وتيرة هجرة شباب جهة الداخلة إلى الخارج يرتبط بعوامل داخلية وخارجية، ويمكن إيجاز هذه العوامل في عاملين رئيسيين :

1- ارتفاع معدلات العوز ، حيث يشير الواقع المعاش إلى أن معدلات العوز وتكاليف الحياة وغلاء المعيشة في جهة الداخلة لا يزال مرتفعا ، وهو سبب رئيسي يجعل من الشباب الطامح الى غد أفضل أن يبحث عن موطئ قدم بعيدا عن واقع لا يرحم .

2- تصاعد نسبة البطالة، حيث تُشير الوقائع إلى أن نسبة البطالة في جهة الداخلة في تطور بسبب كثرت حاملي الشهادات الجامعية وإنعدام فرص شغل حقيقية ، إضافة إلى ضعف إستقطاب القطاع العام لأعداد الشباب العاطل عن العمل ، وتأخر القطاع الخاص عن تبني إستراتيجية واضحة لإمتصاص البطالة في صفوف الشباب ، والإعتماد على العمال القادمين من مناطق أخرى من خارج الجهة .

مخاطر كبيرة

تتمثل أبرز مخاطر هجرة شباب جهة الداخلة إلى الخارج، فيما يلي:

1- وجود هجرة معاكسة طمعاً في الثروات الطبيعية، فبرغم أن البعض قد يرى أن للهجرة آثاراً إيجابية في الحد من ارتفاع البطالة وضغوطها الاجتماعية على الإدارة المحلية ، ودورها المحوري في زيادة تحويلات العملة الصعبة ذات الأهمية البالغة؛ إلا أن هجرة الشباب إلى الخارج تتوازى مع هجرة نشطة لمواطني دول أفريقيا إلى جهة الداخلة وادي الذهب طمعاً في العمل خصوصا وأن جهة الداخلة تشتغل على العديد من المشاريع التنموية الكبيرة ، كالميناء الأطلسي وغيره من المشاريع التي توفر فرص عمل كثيرة ..

2- حدوث الاختلال الديموغرافي الناتج عن تراجع نسب الشباب ، حيث تتركز جل المخاطر التي يمكن أن تنجم عن تزايد معدلات هجرة الشباب إلى الخارج ، في الاختلال الديموغرافي في السكان ، لا سيما أن معظم المهاجرين هم من فئة الشباب وهم يعتبرون القوة العاملة والمنتجة التي يجب أن تلعب دوراً في التنمية الاقتصادية.

الأزمة / الفرصة

وختاماً، يمكن القول إن تزايد وتيرة هجرة الشباب من أبناء جهة الداخلة وادي الذهب للخارج تمثل أزمة كبيرة لجهة الداخلة ، وقد تؤدي مع استمرارها إلى مخاطر اقتصادية، ولا سيما أن المخططات التنموية والسياسية مبنية على النخب الشبابية المحلية وولوجها لكل القطاعات ، علاوة على ذلك ، فإن الآثار الاقتصادية السلبية المتوقعة، تتجلى في إحلال العمالة من خارج الحيز الترابي لجهة الداخلة محلّ أبناء الجهة ، وخاصة من الجهات الأخرى والأفارقة ، بالإضافة إلى الاختلال الديموغرافي المتوقع . ومن ثم يبدو أن الإدارة المحلية والمجالس المنتخبة تواجه تحديات صعبة للحد من هجرة الشباب ، ولا سيما ارتفاع معدلات العوز والبطالة. غير أن ثمة فرصاً يمكن أن تحل مشكل الهجرة والبحث عن تحقيق الأحلام خارج الحدود ، وعلى سبيل المثال ، إدماج الشباب في العمل داخل المشاريع التنموية المقبلة عليها جهة الداخلة وادي الذهب، و التي يمكن أن تعزز من قدرة الإدارة المحلية والمجالس المنتخبة كذلك على وضع خطة شاملة تهم القطاع الخاص وذلك من أجل خلق فرص عمل للشباب وتنشيط الاقتصاد المحلي للحد من البطالة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة