لاشك أن الجدل الذي آثاره سحب حكومة أخنوش لقانون يجرم الإثراء غير المشروع، وردات فعل قيادات سياسية، لم نرى مثيل لها، لكن الأمر مشكوك فيه.
بل وأن الظرفية والمرحلة التي أتى فيها هذا السحب لم تكن مناسبة، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها الساحة السياسية، وكذا التوترات الاجتماعية القائمة الآن من إرتفاع للأسعار والى غير ذلك للأمور.
ويرى الصحفي مصطفى الفن وفق ما جاء في تدوينة ذبجها على صفحته الرسمية في “فايسبوك”، قائلاً “بل هذا هو المتوقع من هذه النواة الصلبة لحكومة تدبر الشأن العام بمنطق “الهمزة” وبمنطق “الهوتة” وبمنطق “الغفلة” وبمنطق “الفرصة” التي لا تعوض.”
وأضاف المتحدث نفسه أن المفاجئ ربما هو أن السيد عزيز أخنوش اتخذ مثل هذه القرارات الحساسة جدا والمتسرعة جدا حتى قبل أن تكمل حكومته “ال100 يوم الأولى”..
وأشار الصحفي مصطفى الفن في سياق تحليله لهذا القرار الذي اتخذه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن هذا معناه أن لا يتعامل مع المغاربة كمواطنين كاملي المواطنة بحقوق وواجبات..
وتابع قائلاً ” المغاربة، بالنسبة إلى رجل تاجر مثل السيد أخنوش، هم مجرد “زبناء” (des clients ..) مهمتهم اقتناء منتجات الهولدينغ “آكوا” لا غير.”
وزاد المتحدث ذاته ” لكن المثير في هذا كله هو أن السيد أخنوش يروج في جلساته الخاصة أنه لم يأت إلى السياسة بوعي ذاتي وإنما فرضت عليه السياسة في إطار “مهمة”.
وخلص الصحفي مصطفى الفن في تدوينته بأن الرسالة هنا واضحة تكاد تنطق بهذا المضمون: “أيها المغاربة أنا مجرد رجل أعمال أمازيغي بسيط وولد الناس ولا أملك أي شيء.. وكل ما أقوم به من أدوار وما أتخذه من قرارات هو من صنع غيري.. أما أنا فلا أتحمل أي ذرة من المسؤولية في غلاء المعيشة ولا في ارتفاع الأسعار ولا في هبوطها..”.