بدر شاشا
إن فكرة إنشاء منصة إلكترونية للإبلاغ عن مخالفات الشغل تمثل خطوة نوعية نحو تحسين ظروف العمل في المغرب وتعزيز احترام حقوق الأجراء. هذه المنصة ستكون وسيلة مبتكرة لحماية العمال من التجاوزات والانتهاكات التي قد يتعرضون لها داخل بيئة العمل، وستعمل على بناء جسور من الثقة بين العامل وصاحب العمل والجهات المعنية بتنظيم سوق الشغل. الحاجة لتفعيل مثل هذه المنصة أصبحت أكثر إلحاحاً في ظل تزايد المشكلات التي يعاني منها الأجراء، مثل عدم احترام الحد الأدنى للأجور، وعدم التصريح بالأجور لدى الضمان الاجتماعي، واستغلال العمال لساعات طويلة دون تعويضات عادلة، إضافة إلى غياب التغطية الصحية.إن أحد أهم مميزات هذه المنصة هو تمكين الأجراء من التبليغ عن أي مخالفة بطريقة سرية وآمنة دون الحاجة للكشف عن هويتهم، مما يحميهم من أي إجراءات انتقامية قد تُتخذ ضدهم. وستكون المنصة بمثابة حلقة وصل مباشرة بين العامل والجهات المختصة، مما يسهل متابعة الشكاوى والتحقيق فيها بسرعة وكفاءة. كما ستتيح المنصة إمكانية تتبع الشكاوى بشكل رقمي، مما يضمن الشفافية والمصداقية في معالجة القضايا المطروحة.
هذه المنصة ستلعب دوراً مهماً في تعزيز دور مفتشيات الشغل بالمغرب، حيث ستزودهم بآليات جديدة لرصد المخالفات ومتابعة أرباب العمل غير الملتزمين بالقوانين. كما ستسهم في تقليص فجوة التواصل بين العمال والجهات الحكومية المسؤولة، مما سيؤدي إلى خلق مناخ عمل أكثر عدلاً واحتراماً. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات النقابية، حيث يمكن للمنصة أن تكون مدعومة بحملات توعية للتعريف بحقوق الأجراء وكيفية استخدام المنصة للإبلاغ عن المخالفات.
علاوة على ذلك، فإن تفعيل مثل هذه المنصة سيشجع على تحسين بيئة العمل بشكل عام، حيث سيشعر أرباب العمل بضرورة الالتزام بالقوانين والمعايير خوفاً من المساءلة. كما ستساهم في تحسين صورة المغرب على الصعيد الدولي، حيث ستظهر مدى التزام البلاد بحماية حقوق العمال وتنظيم سوق الشغل بما يتماشى مع المعايير الدولية.لتحقيق نجاح هذه المنصة، من المهم أن تكون سهلة الاستخدام ومتاحة لجميع العمال بمختلف مستوياتهم التعليمية. كما ينبغي أن تكون مرفقة بخطوط مساعدة لتقديم الإرشاد والمشورة للأجراء الذين يواجهون صعوبات في استخدام التكنولوجيا. ومن الضروري أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لتفعيل هذه المنصة وضمان استجابتها لجميع الشكاوى المقدمة إن إنشاء منصة إلكترونية للإبلاغ عن مخالفات الشغل في المغرب يمثل نقلة نوعية نحو تحسين ظروف العمل وتعزيز حقوق الأجراء. إنها ليست مجرد فكرة عابرة، بل مشروع استراتيجي يمكن أن يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حياة كريمة لكل عامل. تفعيل هذه المنصة سيكون رسالة قوية تعكس التزام المغرب بحماية حقوق الإنسان وتعزيز دولة القانون.
إلى السيد(ة) المحترم(ة)،
المفتش(ة) الإقليمي(ة) للشغل بـ [مكناس، طريق حاج القدور]،
الموضوع: شكاية ضد شركة [اسم الشركة: سنترال] المتطورة بسبب مخالفات لقانون الشغل المغربي
يشرفني أن أتقدم إلى سيادتكم بهذه الشكاية ضد شركة [اسم الشركة: سنترال دانون ] ، الكائن مقرها بـ [مكناس حي الصناعي سدي سليمان مول الكيفان] ، وذلك لما تقوم به من ممارسات أعتبرها مخالفة صريحة لقانون الشغل المغربي وحقوق العمال.
تتلخص وقائع هذه المخالفة في الآتي:
تعمد شركة [اسم الشركة: سنترال دانون ] إلى اتباع سياسة تهدف إلى التحايل على مقتضيات قانون الشغل المتعلقة بتثبيت العمال. وتقوم الشركة بذلك من خلال:
الاعتماد المفرط على عقود عمل محددة المدة لا تتجاوز ستة أشهر.
الإنهاء التعسفي لعقود العمال بعد انقضاء هذه المدة الوجيزة دون سند قانوني يبرر ذلك.
الاستبدال الفوري للعمال الذين تم إنهاء عقودهم بعمال جدد بعقود عمل مماثلة ومحددة المدة.
تكرار هذه الدورة بشكل ممنهج بهدف تفادي ترسيم العمال CDI ومنحهم الحقوق التي يكفلها لهم قانون الشغل بعد فترة معينة من العمل المستمر.
وعلى الرغم من قيام الشركة بالتصريح بالعمال لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، فإنها تقوم بتعديل وضعيتهم فور انتهاء مدة عقودهم، مما يحرمهم من الاستفادة الكاملة من حقوقهم الاجتماعية والقانونية المترتبة عن علاقة عمل مستقرة.
إن هذه الممارسات التي تتبعها شركة [اسم الشركة: سنترال دانون ] تُعد التفافًا واضحًا على روح ونص قانون الشغل المغربي، وتقوض مبادئ الاستقرار الوظيفي وحماية حقوق الأجراء.
بناءً على ما تقدم، ألتمس من سيادتكم المحترمة:
فتح تحقيق عاجل في هذه الممارسات التي تقوم بها شركة [اسم الشركة: سنترال دانون]
اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لوقف هذه المخالفات وضمان احترام الشركة لمقتضيات قانون الشغل وحقوق العمال.
إنصاف العمال المتضررين من هذه السياسة التعسفية.
مع خالص التقدير والاحترام،