كشف تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لعام 2023 عن العديد من الاختلالات الخطيرة التي تعيق تطور منظومة التعليم في المغرب. التقرير أشار إلى “التأخيرات المتكررة” في تنفيذ الإصلاحات التعليمية رغم الجهود الكبيرة المبذولة خلال العقدين الماضيين، محذرًا من أن هذه التحديات قد تُهدد قدرة النظام التعليمي على تحقيق أهدافه التنموية. كما سلط الضوء على الفجوات الواضحة التي ظهرت في مواجهة الأزمات، مثل جائحة كوفيد-19 وزلزال الحوز في عام 2023، إلى جانب الإضرابات التي شهدتها هيئة التدريس لمدة ثلاثة أشهر هذا العام.
أحد أهم المحاور التي تناولها التقرير هو التأخر المزمن في بدء الإصلاحات وتنفيذها، ما أضعف قدرة النظام التعليمي على الصمود أمام الأزمات المتكررة. التقرير نبه إلى أن تعاقب الحكومات وسياساتها القصيرة المدى تسبب في عدم نضج هذه الإصلاحات، حيث أن خطط الإصلاح طويلة الأمد لا تتماشى مع الفترات الزمنية القصيرة التي تعمل فيها الحكومات المتعاقبة، مما يؤدي إلى إعادة توجيه الجهود باستمرار دون تحقيق تقدم ملموس.
وعلى الرغم من التقدم في مجال الإنصاف وتكافؤ الفرص، إلا أن التقرير سجل استمرار تفاوتات اجتماعية ومجالية تؤثر على تحقيق هذه الأهداف. التقرير أشار أيضًا إلى ضعف البنية التحتية في المؤسسات التعليمية، خاصة في المناطق الريفية، حيث سجل نقصًا في مرافق الصرف الصحي والمرافق الصحية، ما ينعكس سلبًا على الصحة العامة للمتعلمين، خصوصًا الفتيات.