حينما تمت الاستعانة بعبد الإله بنكيران، وانتخابه على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بعد نكسة 8 شتنبر 2021، كان ممن تبقى داخل الحزب من المناضلين يراهنون على بعث الحزب من الرماد، و إعطائه انطلاقة جديدة، عله يستعيد بعضا من قوته أو تأثيره في الساحة الحزبية والسياسية.
لكن مع مرور الوقت ظهر أن الرهان على بن كيران كان مجرد وهم كبير، فالانتخابات الجزئية التي جرت في مختلف مناطق المملكة كرست المنحى التراجعي للحزب، وغابت المبادرات والأنشطة السياسية والفكرية، وانزوى الحزب في ركن بارد لا ” يُسمع عنه شيئا ولا يرى”..
واليوم، وضع بن كيران الحزب على صفيح ساخن، كأنه يريد أن يجهز عليه بصفة نهائية بعدما تعذر عليه إعادة ترتيب البيت الداخلي للتنظيم… فالعدالة والتنمية يعيش على إيقاع رجة تواكبها موجة استياء في صفوف عدد من قياداته الذين أصبحوا منزعجين من بن كيران… ولا يستسيغون طريقته في تدبير شؤون الحزب…
وكرس بيان الحزب الذي تذاول في شأن “المعاصي” موجة الاستياء..
جاء في الفقرة المثيرة للجدل في سياق الحديث عن الزلزال “الصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي”.
وأضاف البيان “السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”.
أثار مضمون البيان انتقاد عدد من القياديين في الحزب، وعدم اتفاقهم مع تلك الفقروة بالذات، بل إن البعض ربط بين استقالة الوزير السابق عبد القادر اعمارة وبين مضمون البيان..