مشاركة وفد مغربي كبير في الدورة الثانية من التشريع السادس للبرلمان الإفريقي (PAP)، التي تُعقد حاليًا حتى الثاني من يونيو في ميدراند في ضواحي جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا ، حيث تتضمن الدورة مؤتمرًا رئيسيًا يركز على موضوع “تسريع تنفيذ منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (Zlecaf)، وأهمية البرلمان الإفريقي الانتقالي” .
و تميزت جلسة افتتاح هذه الدورة بحضور رئيس مجلس المستشارين، نعم ميارة، الذي ألقى خطابًا نيابة عن الوفد المغربي ، وفي هذا الخطاب، عرض رؤية المغرب بشأن إنشاء منطقة التبادل الحر القارية ، و في الواقع، يعتبر PAP مكلفًا بتسهيل تنفيذ سياسات الاتحاد الأفريقي وأهدافه وبرامجه، والإشراف على تنفيذها من قبل الهيئات المختلفة للاتحاد، ويولي اهتمامًا خاصًا لهذا الموضوع في إطار الدورة الثانية ، وتؤكد المؤتمر المكرس لـ Zlecaf أهمية الجانب القانوني للاتفاق التجاري التاريخي.
نعم ميارة يعرض الرؤية المغربية لأفريقيا موحدة ومزدهرة
في جلسة الافتتاح، أكد نعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، أهمية تنفيذ منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (Zlecaf) بالنسبة للمغرب ، وشرح أن هذا المشروع سيسهم في خلق فرص عمل للشباب، وإخراج الملايين من الفقر المدقع، وتحسين دخول
الملايين الآخرين، وزيادة ثروة القارة بمقدار 450 مليار دولار ، وأوضح أن المغرب، الذي التزم ببناء نموذج تنموي مشترك من خلال دعم مشاريع متكاملة في عدة دول أفريقية، تركز على البنية التحتية والتعليم والسيادة الغذائية والطاقة والصحة وتعزيز القدرات الصناعية، يعمل أيضًا على تعزيز تبادل الخبرات والممارسات الجيدة، وتعزيز النظم المالية والبنكية في القارة.
وفي هذا الصدد، رحب ميارة بعقد هذه الجلسة البرلمانية حول تسريع تنفيذ منطقة التبادل الحر القارية، وهو ما يتوافق مع أولويات الاتحاد الأفريقي لعام 2023 ، واعتبر هذه الجلسة خطوة هامة نحو تحقيق المشاريع الاقتصادية الكبرى على الصعيد القاري، وإنشاء أكبر منطقة تبادل حر في العالم، بسوق يضم حوالي 1.3 مليار نسمة وناتج محلي إجمالي قدره 3.4 تريليون دولار.
إيجابيات Zlecaf: خلق فرص عمل والقضاء على الفقر
وفي هذا الصدد، أشار رئيس مجلس المستشارين إلى أن الملك محمد السادس أعرب عن دعمه لمنطقة التبادل الحر القارية خلال القمة الاستثنائية لقادة الدول والحكومات الأفارقة في كيغالي، حيث أشار إلى أنها ستعزز القدرات والمعرفة والذكاء، وتلبي طموحات الشباب الأفريقي في بناء إفريقيا قوية ومتكاملة ، وأشار ميارة أيضًا إلى الجهود التي تبذلها المغرب، بما في ذلك من خلال المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، لتعزيز تطوير سلسلة قيمة متقدمة على المستوى القاري ، جهود تهدف إلى “ضمان وصول عادل ومناسب إلى الأسمدة في أفريقيا في السنوات القادمة”.
وبالإضافة إلى ذلك، وفقًا لما ذكرته السيدة النائبة خديجة اروهال، فإن Zlecaf تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة للدول الأفريقية، حيث تعتبر موارد القارة هدفًا لجميع الطموحات. “لهذا السبب يجب أن تفكر أفريقيا جديًا في تحقيق منطقة التبادل الحر، على الرغم من التحديات التي تواجهها، مثل نقص البنية التحتية والصراعات بين بعض الدول الأفريقية ووجود الإرهاب والعنصرية والفقر” ، وفقًا للنائبة المغربية، ستركز المناقشات في إطار البرلمان الأفريقي على أفضل السبل لتعزيز استفادة أفريقيا من ثرواتها ومواردها.
جدول أعمال الجلسة: المناخ والسلام والأمن والانتخابات والتعاون البرلماني
سيناقش المشاركون أيضًا دور البرلمان الأفريقي في تحقيق الرؤية الاقتصادية القارية، مع التركيز على تنفيذ منطقة التبادل الحر القارية الأفريقية ، كما هي مقررة أيضًا عقد مؤتمرات واجتماعات عالية المستوى ومناقشات حول السلام والأمن في أفريقيا، بالإضافة إلى الموضوع المركزي، وفقًا لما ذكرته السيدة عروحال، سيتم مناقشة مواضيع وأسئلة أخرى خلال هذه الدورة ، وتشمل ذلك سياسة المناخ والعدالة، اجتماع عالي المستوى مع ممثلي البرلمان الأوروبي، مناقشة الانتخابات ومكافحة الفساد والتحرش الجنسي في البرلمانات، وتعزيز التعاون البرلماني بين الدول الأفريقية.
بهذا الشأن، يبدو أن المشاركة الوفيرة للوفد المغربي في الدورة الثانية من PAP تعكس التزام المغرب بتعزيز التكامل الإفريقي وتعاونه في تحقيق الأهداف القارية، وبالأخص تنفيذ منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (Zlecaf)، والتي تعتبر مبادرة هامة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين معيشة سكان القارة.