بعد 13 عاما من استحواذ الإمارات على مانشستر سيتي والمليارات التي أنفقت من أجل أن يصبح النادي من بين كبار الدوري الممتاز والقارة الأوروبية، يقف المدرب الإسباني بيب غوارديولا ورجاله على بعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم الأسمى والفوز باللقب الأغلى على الإطلاق حين يواجهون خصمهم المحلي تشلسي في بورتو البرتغالية في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت 29 ماي 2021، في المباراة النهائية للبطولة حيث يتسم النهائي بنكهة إنكليزية خالصة.
وصول سيتي الى القمة محليا والآن قاريا، لم يأت من فراغٍ على الإطلاق، بل كان ثمرة عملية إعادة بناء طويلة بدأت في الأول من سبتمبر 2008، مع استحواذ مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار المملوكة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على النادي في صفقة قدرت حينها بنحو 360 مليون دولار أمريكي. وبحسب موقع “أي أس بي أن” الرياضي، أنفقت الإدارة الإماراتية لسيتي 2,4 مليار دولار منذ وصولها عام 2008، ما ساهم في كسر تفوق مانشستر يونايتد في المدينة، وحجز مكان دائم بين الكبار من أمثال تشلسي وليفربول.
ويستطيع غوارديولا أن يعتبر مسيرته ناجحة مع مانشستر سيتي حتى الآن، حيث قاد الفريق للقب الدوري ثلاث مرات في غضون المواسم الأربعة الأخيرة، وساهم في أن يصبح مانشستر سيتي من أبرز الأندية الأوروبية. ورغم هذا، تظل القطعة المفقودة في لوحة نجاح مانشستر “غوارديولا” هي لقب دوري أبطال أوروبا. والآن أصبح الفريق على بعد خطوة واحدة من حسم هذا اللقب.
ثقة كبيرة باللاعبين
وقال غوارديولا “الأندية تحتاج أحيانا لخوض المزيد من المباريات النهائية للفوز باللقب الأول. وهناك أندية أخرى تحتاج لمرة واحدة. ونأمل في أن يكون هذا الحال بالنسبة لنا”. وأضاف “أثق كثيرا بفريقي. لا يمكن أن تتخيل مدى ثقتي بفريقي، وبما يمكن أن نقدمه”. وبالنسبة لغوارديولا تمثل المباراة هذه فرصة للفوز بأول لقب له في دوري الأبطال منذ أن فاز بلقب البطولة مع برشلونة الإسباني مرتين (2009 و 2011) .
وقال برناردو سيلفا لاعب خط وسط مانشستر سيتي على الموقع الإلكتروني للنادي “غوارديولا هو خريطتنا. فاز بلقب المسابقة عدة مرات كلاعب ومدرب… يعرف غوارديولا سبيل الفوز بلقب دوري الأبطال. نحن على بعد خطوة واحدة من تحقيق هدفنا”.
وفي المقابل يخوض تشيلسي النهائي للمرة الأولى منذ عام 2012 حيث سبق له التتويج بلقبه الوحيد في البطولة بالفوز على بايرن ميونخ الألماني في عقر داره، على استاد “أليانتس آرينا”. وأصبح الألماني توماس توخيل المدير الفني لتشيلسي أول مدرب يخوض نهائي دوري الأبطال في موسمين متتاليين مع فريقين مختلفين. وكان توخيل قاد فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي إلى نهائي الموسم الماضي ولكنه سقط في النهائي أمام بايرن ميونخ.
وتولى توخيل تدريب تشيلسي في يناير الماضي، وترك أثرا سريعا في أداء ونتائج الفريق ولعب دورا بارزا في قيادته إلى نهائي دوري الأبطال هذا الموسم. وقال ماتيو كوفاسيتش لاعب خط وسط تشيلسي “منذ اللحظة الأولى له (توخيل) مع الفريق، شعر اللاعبون بالترابط معه… أدى عملا جيدا وقدمنا موسما رائعا في النهاية، لأننا بلغنا نهائي دوري الأبطال ووصلنا نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وأنهينا الموسم في المراكز الأربعة الأولى بالدوري الإنجليزي”. وأضاف “لهذا فإنه موسم جيد ولكنه ليس مكتملا لأننا نحتاج إلى الفوز بلقب”.
توخيل يحرم غوارديولا من الرباعية
وتغلب تشيلسي على مانشستر سيتي مرتين في الموسم الحالي، ومنها الفوز عليه في الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي ليحرمه من حلم تحقيق الرباعية. ولكن توخيل يدرك أن نهائي دوري الأبطال أمر آخر، وقال “اللعب أمام الفرق التي يدربها غوارديولا أمر صعب دائما. نحاول تقليص الفجوة والأمر الجيد في كرة القدم أنه يمكن تقليص الفجوة في غضون 90 دقيقة”. وتابع “هذا أمر ممكن تماما وهذا ما نسعى إليه في النهائي”.
ومثلما كان الحال في العام الماضي، تأثر نهائي دوري الأبطال هذه المرة أيضا بجائحة كورونا وتم نقل المباراة النهائية من اسطنبول إلى بورتوبسبب قيود السفر المفروضة في ظل أزمة كورونا. وأضيفت تركيا إلى “القائمة الحمراء” التي وضعتها بريطانيا بشأن السفر وذلك بسبب ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد، ما يعني أن العائدين من أي دولة ضمن القائمة الحمراء يجب أن يخضعوا للحجر الصحي بأحد الفنادق لمدة عشرة أيام من تاريخ عودتهم إلى بريطانيا.
ورغم هذا ستشهد المباراة النهائية هذا الموسم حضور 16 ألف و500 مشجع في مدرجات الاستاد. وهذا هو الموسم الثاني على التوالي التي تنقل فيه المباراة النهائية من اسطنبول لعدم القدرة على استضافة المباراة في ظل الجائحة، وحلت الملاعب البرتغالية مكان اسطنبول في كل من الموسمين. وكانت العاصمة البرتغالية لشبونة قد استضافت فعاليات الأدوار النهائية من البطولة على هيئة بطولة مجمعة، ولكن النهائي بين بايرن وسان جيرمان لم يشهد حضور أي جماهير.