في الوقت الذي يمر فيه المغرب من أصعب فترات جفافه، ما تزال المناطق النائية الهامشية تصدر أطنانا من البطيخ الأحمر ، بينما يعيش ساكنتها أزمات عطش ورحلات طويلة بحثا عن الماء الشروب .
والنماذج على المناطق التي تعاني من مشكل الخصاص في المياه هذا الصيف كثيرة ، وهذا نتيجة لأن البطيخ الأحمر يستنزف الفرشة المائية ، ولم تعد الأبار المخصصة لمياه الشرب تغطي حاجيات الساكنة بالدواوير والمناطق النائية ، حيث لا تلبي 100% من حاجيات الجماعات السكانية ، بل بدأت في التناقص مع ارتفاع درجة الحرارة وازدياد حاجة الناس للماء ، وكذلك لازدياد أعداد السكان في الصيف حيث العطل والمناسبات.
فإذا ما بحثنا جيدا نجد أن كيلو غراما من البطيخ الأحمر المغروس بالصحراء يستهلك 45 لتر من الماء في حالة الاعتماد على تقنية التقطير، وهذا يعني أن بطيخة بوزن 10 كيلوغرام قد تستهلك 450 لترا من الماء العذب، مع احتواء كل بطيخة على 80% من وزنها مياه .
ليبقى التساؤل المطروح هل نحتاج في المغرب لهذه المنتوجات الفلاحية ؟ وهل نحن بحاجة لتصديرها ؟ وهل من المعقول تصدير الماء بينما بلادنا في خصاص مائي؟.
يذكر أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (رسمي)، حذر من حالة ندرة المياه في المغرب، لأن الموارد المائية تقدر حاليا بأقل من 650 متر مكعب للفرد سنويا، مقابل 2500 متر مكعب في سنة 1960، وستنخفض عن 500 متر مكعب بحلول سنة 2030.