“دار البريهي” تطلق طلبات العروض استعدادا للموسم الرمضاني
أطلقت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أخيرا، طلبات العروض الخاصة بالشبكة البرامجية المرجعية والرمضانية للقنوات التابعة لها.
وحددت “دار البريهي” مطلع شتنبر المقبل موعدا لفتح الأظرفة الخاصة بقنوات
“الأولى” و”تامازيغت” و”العيون”، بقيمة إجمالية ناهزت 15 مليار سنتيم
لإنتاج أعمال تلفزيونية بأجناس مختلفة تتراوح ما بين المسلسلات والكبسولات
والأشرطة التلفزيونية والوثائقيات وبرامج السهرات وغيرها.
وقال مصدر مهني إن طلبات العروض الأخيرة تأتي في سياق اجتماعي صعب، متمثل
في تداعيات جائحة كورونا التي أثرت سلبا على حركة الإنتاج الفني، وأصابتها
بالشلل التام الذي دب في أوصال القطاعات المرتبطة بهذا المجال، ليظل
التلفزيون والسينما المجالين الوحيدين اللذين يمكن أن يشكلا متنفسا
للمهنيين وموردا لاستمرار اشتغالهم.
كما تتميز الظرفية الحالية، يضيف المصدر نفسه، باشتداد المنافسة بين
القنوات المغربية والقنوات المشرقية ومنها “إم بي سي 5 ” التي دخلت على خط
الإنتاج التلفزيوني الوطني، وباتت أعمالها تنافس ما تعرضه القنوات
المغربية، وهو الأمر الذي اتضح خلال الموسم الرمضاني الماضي.
واعتبر المتحدث نفسه أنه من المنتظر أن تشكل طلبات العروض الأخيرة اختبارا
جديدا للجنة الانتقاء لتكريس التعددية خاصة في ما يتعلق بهوية الشركات
المستفيدة، أخذا بعين الاعتبار مرجعية الشركات الكبرى التي راكمت تجربة في
المجال، وفي الوقت نفسه إنعاش القطاع بشكل تتوسع فيه قاعدة الاختيار
والاستفادة، كما حدث السنة الماضية، بما يضمن استمرار دوران الحركة
الإنتاجية لتشمل مقاولات أخرى مهددة بالإفلاس، وأخرى أعلنت إفلاسها فعلا.
وحاولت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حسب المصدر ذاته، من خلال اعتماد
ميزانية ضخمة للإنتاج الحفاظ على التجربة التي انطلقت منذ سنتين، والتي تمت
فيها مضاعفة الاعتمادات المالية المخصصة للإنتاج التلفزيوني وهو ما اعتبره
بعض المهنيين مكتسبا وجبت عقلنته بالشكل الذي يضمن تحقيق توازن في أوساط
المشتغلين في القطاع، وأيضا لامتصاص تبعات الجائحة على الاشتغال الفني بشكل
عام.
من جهة أخرى سجل تأخير، يقول المصدر، في الإعلان عن طلبات العروض، إذ تنص
بنود دفتر التحملات، أن تفتح شهرا واحد بعد الموسم الرمضاني، وهو ما يطرح
إشكالا آخر متعلقا بمدة إنجاز الأعمال المطلوبة في الآجال المحددة، مع ما
يستتبع ذلك من تسريع وتيرة البت في دراسة الملفات، تفاديا لكل تأخير
واضطراب كما حدث في الموسم الرمضاني الماضي.