يخطط المغرب للاستفادة من ميناء الداخلة الذي يجري تشييده وتخفيف العبء عن معبر الكركرات البري الذي يعتبر بوابة المغرب نحو باقي دول إفريقيا عبر موريتانيا التي تعتبر بمثابة جسر للعبور.
وبعد الانتهاء من الأشغال في ميناء الداخلة وتدشينه الذي قد يكون مبرمجا ضمن زيارة ملكية مستقبلا، ستكون المملكة المغربية قد فتحت معبر بحريا سريعا للمرور بسلاسة نحو موانئ الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، وكذلك تخفيف العبء عن معبر الكركرات الذي كلف اعتراض طريقه عدد من أنصار البوليساريو خسائر اقتصادية طيلة 21 يوما تقريبا.
والمكسب الدبلوماسي للمغرب من تشغيل هذا الميناء سيتجلى في سحب ورقة ضغط كانت تستعملها موريتانيا التي تلتزم الصمت حيال تحركات عناصر البوليساريو، وسيكون معبر الكركرات مهما بشكل أكبر لموريتانيا التي ستصبح أكثر وضوحا في موقفها حيال أي محاولة لتهديد حركة مرور السلع، حيث تعتمد أسواقها على السلع القادمة من المغرب واعتراضها يعني ارتفاع الأسعار، ففي المدة التي توقف فيها المعبر قبل تدخل القوات المسلحة الملكية تضاعفت أسعار الطماطم في أسواق موريتانيا بنسبة وصلت 300 في المئة.
هذا التحول من المسار البري إلى البحري سيضع موريتانيا في موقف صعب، إذ يتوقع أن تفقد موقعها جسرا للعبور وستصبح السلع التي تمر عبر الكركرات موجهة إلى موريتانيا فقط.
وتقول وزارة التجهيز والنقل إن ميناء “الداخلة المتوسطي” سيُمكّن من تحقيق تنمية جهوية وتطوير قطاع الصيد البحري فضلا عن الأهداف الجيوستراتيجية، وتم اختيار نتيرفت لاستضافة الميناء، والذي يقع على بعد 40 كلم شمال مدينة الداخلة، في الجماعة القروية العركوب. (الأيام 24)