رفضُُ واسع تلى استقبال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، لبعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الخميس، لمناقشة عدد من القضايا التي تهم إصلاح التعليم العمومي بالمغرب.
هذا اللقاء المثير الذي احتضنه أحد الفنادق المصنفة بالعاصمة الرباط وانتهى بمأدبة عشاء وصفت بـ”الفخمة”، أقامها الوزير على شرف ضيوفه “المؤثرين”، أثار انتقادات كثيرة، خصوصا وأن بعض هؤلاء الذين استعان بهم الوزير بنموسى لتقديم اقتراحاتهم لإصلاح المدرسة العمومية، أفرغ من فؤاد أم موسى، فبالأحرى أن يناقشوا واحدة من القضايا المصيرية من قبيل التربية والتعليم.
ولا أدل على ذلك ما جاء على لسان واحدة من المشاركين في اللقاء المثير، التي أظهرت جهلا لافتا بالمشاكل العويصة التي يتخبط فيها القطاع، عندما سألت بنموسى عن استراتيجية وزارته لتقديم الدعم النفسي للأساتذة الذين يفرض عليهم الانتقال للعمل من الحواضر إلى الدواوير.
الإطار التربوي والفاعل النقابي، عبد الوهاب السحيمي، انتقد بشدة خطوة وزير التربية الوطنية لاعتبارات عديدة؛ في طليعتها أنها تأتي في سياق يشهد فيه القطاع احتقانا متفاقما تعزز بإصدار أحكام قضائية في حق أساتذة من “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، إضافة إلى ترقب أطر التدريس الإفراج عن النظام الأساسي الخاص بموظفي التربية الوطنية.
وقال السحيمي في تصريح صحفي، إنه بدل فتح نقاش يهم هذا النظام الأساسي مع جميع الأطراف المعنية به، ارتأى الوزير دعوة من وصفهم بـ”الحياحة”، وهم أشخاص، أكد أنهم “لا علاقة تجمعهم بمجال التعليم”.
هؤلاء النشطاء الذين يحظون بمتابعة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ يتجاوز عدد “الفولورز” عند بعضهم على “انستغرام” مثلا 3 مليون شخص، أشار السحيمي إلى أن الاستعانة بهم من لدن الوزراء والمسؤولين العموميين بات يشكل تجاوزا للمعنيين ويلغي أدوار المؤسسات الدستورية، من قبيل البرلمان والمجلس الأعلى للتربية والتكوين، متسائلا عن دور الأخير إذا كان رأي “مؤثر” أهم منه وهو الذي يتوفر على خبراء وأعضاء من أهل الاختصاص يمثلون مختلف الحساسيات.