بقلم : أحمدو بنمبا
مادام يستمر الإبتزازيون والانتهازيون والمنافقون في مهنهم ، فمن الصعب الحديث عن أمل تغيير ، وحتى لا نكون مثاليين، فإن الحياة عمليا عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة أحيانًا، والازدواجية في أوقات عدة، لكن الموضوع عندنا زائد وكثير، وتخطى كل المسموح به عمليا، وكأن الذين إختارو منطق الإبتزاز يعتقدون أنهم يمتطون صهوة الإصلاح ، فطبيعى أن يكتب أحدهم عن مسألة معينة مشفوعة بأدلة ولكن أن يوظفها لأغراضه الشخصية ذلك غير معقول ، فالكاتب أو الناقد أو المصلح لايمسك للناس مقصلة أو يحاكم الأفراد ، لكن الحقيقة أن هناك إنتهازيين بإجماع الآراء، وباتفاق الأدلة، يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الناصحين المصلحين ، بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى مجالات عدة ، ويطالب بالتطهير والمكاشفة ، بينما أول مكاشفة يجب أن يمر من مسطرتها هو أولا .. ( اللي سروالو زبدة ما إصهد على النار ) ، وفى حال السكوت عن مثل هؤلاء الإنتهازيين يعنى ضياع أى إمكانية للتقدم .
فى عالمنا الإفتراضي والواقعي اليوم ، من الصعب أن تعثر على ناقد يقول الحقيقة، بل أنه يتقمص دور الإنتهازي و يتحدث مثل ملاك بأجنحة بيضاء ، وينتقد كل شيئ قد يدر عليه أموالا ، ويقدم رؤى عميقة للمشكلات ، وحلولًا عبقرية، بينما وهو فى موقع المراقب والناقد يكون بليدًا وعاجزًا، وربما متورطًا فى كل ما يقدمه بعد أن يتأكد المتابع من ضعف حججه.
وطبيعة هؤلاء أن ما هو مطروح فى العلن من كلمات ضخمة ، وحديث عن المبادئ والقيم العليا شىء ، وما هو واقع وحادث فذاك أمر آخر.. فلن تجد ناقدا يبرر نقده ، ولا إنتهازيا يجادل فى كون الإنتهازية أمرًا مستهجنًا، ولا مصلحا يمدح الاصلاح ، بل إنهم الأكثر قدرة أحيانًا على التواطئ والإلتفاف على المبادئ .
وقد يطرح السؤال لماذا نقول هذا ؟ فنجيبهم أنه بمناسبة إزدياد منسوب عدد من محترفى الإنتهازية ، وهم يتحدثون عن الطهارة والشرف ، ولديهم نظريات فى الحديث عنها والدعوة لمواجهة أشخاص بعينهم ، فكثير من المعارك التي نراها اليوم على ساحات المواقع المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الإجتماعي ، في ظاهرها الحرص على الإصلاح، وفي باطنها المنافسة للبحث عن لقمة عيش دنيئة ، فلم يعد يكفى أن نتحدث عن مواجهة الإنتهازيين المبتزين ، بل الأهم هو فضحهم ليعرفو أن هدايا الإصلاح المزيف لم تعد متوفرة في الوقت الحالي ؟