لا يخفى على أحد أن جهة الداخلة وادي الذهب إنخرطت منذ سنوات خلت في تنظم مهرجان سنوي للسينما يطلق عليه ” المهرجان الدولي للفيلم ” ، غير أن هذا المهرجان دائما ما يصطدم مع واقع مؤسساتي وبنيوي مزري ، وأقصد هنا ” دور السينما ” التي لا وجود لها ، وهذا صراحة واقع صعب ومؤلم ، وربما أستطيع القول بأن التفكير في إنشائها غير موجود في مخيلة القائمين على الشأن المحلي وممثلي قطاع الثقافة محليا .
فرغم أن مهرجاننا الدولي الذي يقام سنوياً بحضور شخصيات وازنة في المجال الفني وعرض أفلام عالمية ، إلا أن الواقع المؤسساتي مزال ضعيفا ومنعدما ، فليست هناك دور عرض ، ولا توجد ميزانية أصلا مخصصة لبناء دور العرض أو حتى التفكير فيها ، فالمجتمع لا يرفض فكرة أن تكون لدينا سينما ، رغم أنها كانت في الستينيات والسبعينيات فمن منا لا يتذكر ” سينما لومين ” ، إلا أن القطاع الوصي لا يولي أهمية لذلك مع الأسف الشديد .
إن من بين الأسباب لعدم تقدّمنا في المجال السنيمائي هو إنعدام دور السينما ، ما جعلنا نتذيل المشهد وطنيا ، رغم ما خصصته مؤخرا لجنة دعم رقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية بالمركز السينمائي المغربي، من ميزانيات مالية وصلت إلى حدود 11 مليون و500 ألف درهم لدعم خمس قاعات سينمائية وطنية ، وإنشاء كل من سينما ” Cinerji ” بالجديدة (3.900.000 درهم)، وسينما ” فوكس” ببني ملال (3.100.000 درهم) ، إلا أن جهة الداخلة تعيش إستثناءا في هذا الجانب ، ما يقودنا إلى طرح السؤال التالي : من المسؤول عن إستثناء جهة الداخلة من إنشاء دور للعرض السنمائي ؟