ارتفاع حالات الانتحار في الداخلة : بحري يحاول وضع حد لحياته ؟
ما بين الظروف الداخلية الخاصة بطبيعة تكوين شخصية الفرد ، والظروف الخارجية المتمثلة في ضغوط الحياة وسوء الأوضاع المعيشية ، وتحديات البيئة المحيطة، وضعف القدرة على التحمل، تبرز موجة متزايدة من الاضطرابات والأمراض النفسية والعصبية في بالداخلة ، ويرجع البعض هذا التفشي إلى أزمة الهشاشة النفسية في طبيعة الفرد أو نتيجة لعدد من الخيبات خاصة أو عامة، بينما يرجعه آخرون إلى ضغوط الحياة وسوء الأوضاع المعيشية ، التي فاقم منها أسلوب الحياة العصرية باتخاذه كأسلوب أمثل للعيش تتقاصر دونه إمكانيات فئات مجتمعية عديدة ما يصور للفرد ضياع أحلامه وعجزه عن تحقيق ما يصبو إليه ، حيث شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع نسبة حالات الانتحار بجهة الداخلة وادي الذهب ، بسبب توسع دائرة الفقر وارتفاع نسبة البطالة في صفوف البحارة ، فضلا عن تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي ضربت البلاد على غرار ارتفاع كلفة المعيشة للفئات الضعيفة وقصور دور الجهات المعنية في معالجة الظاهرة.
إن عدة عوامل كانت لها السبب الأكبر في محاولات الانتحار المتكررة ، أهمها العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، وجزء بسيط يرجع لعوامل أخلاقية .
وفي هذا السياق تفيد مصادر مهنية أن العوامل الاقتصادية تتمثل بالفقر المنتشر في فئة البحارة ، حيث يصل الأمر بالرجل المسؤول عن عائلته إلى مرحلة عدم الوعي واتخاذه قرار الانتحار.
أما فيما يخص الأوضاع الاجتماعية ، فتتمثل بغياب الرعاية الأسرية نتيجة التفكك الأسري والمشكلات العائلية .
فيما تبقى الحلول التي من الممكن العمل عليها للحد من ظاهرة انتشار الانتحار بجهة الداخلة ، هو العمل على فتح المجال أمام البحارة من أجل الرجوع إلى ممارسة مهنتهم وتوفير قوت يومهم ، أو التفكير في حلول واقعية لمشكلهم وبالتالي الحد من هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع والدخيلة عليه .
