في يوم من شهر ذي الحجة 1444 هجرية المبارك ، رزئت اسرة التربية و التكوين بإقليم اوسرد كما في إقليم وادي الذهب ، بل ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب ، برحيل المرحومة بإذن ربها المسماة قيد حياتها العالية منت بابيت ، احد افراد الرعيل الأول لاسرة التربية و التكوين اشتغلت ردحا من الزمن بثانوية الحسن الثاني بالداخلة، مساعدة تقنية، و كان وقتها الاب التربوي الروحي للمؤسسة المرحوم اهل تكرور الاشياخ محمد المصطفى، و بعدها التحقت بإقليم اوسرد ضمن اول كوكبة من أسرة التعليم ، ملحة ان تنهي مشوار عملها بها، حيث أسلمت روحها لبارئها ، تغمدها المولى بواسع رحمته و اسكنها فسيح ملكوت فردوسه الاعلى.
و لانها كانت من اول من سكنوا مركز بئر گندوز التابع لإقليم اوسرد ، فقد كان مسكنها على ضيق مساحته نزلا لكل العابرين و المقيمين ، و كانت كريمة رغم ضيق ذات اليد ، لانها تحمل قلبا جوادا مفعما بمحبة الناس..
الراحلة يشهد لها كل من عاشرها او تعرف عليها تربويا او اجتماعيا، بدماثة الخلق و أداء مهامها في عملها بإخلاص و مثابرة ، رغم معاناتها القاهرة من مرض الربو المزمن..
لقد كانت قيد حياتها لا يحدثك الا بالكلام الطيب لسانها ، و كانت ” برگبتها” ، كما يعبر البيظان بلسانهم الحساني البديع ، لا تخشى في قول الحق لومة لائم.
انها جزء من الذاكرة التربوية المتوقدة لجهتنا ، و بعض من ملامح تاريخها ، منذ استرجاع الجهة الى حظيرة الوطن يوم 14 غشت 1979.
من الداخلة الى مركز بئر گندوز مسافة مكان و زمان اثتتها الراحلة بحضور روحي عظيم زانته بفتح اول كتاب قرآني بالمركز تتلى فيه آيات الذكر الحكيم ..
إنها الام الثانية المربية بعد الام البيولوجية الحقيقية لاخينا و مفخرتنا التربوية و الأخلاقية السيد محمد عالي كمال الذي كان بارا بها الى أن غادرتنا للدار الباقية ، جعل المولى مأواها في جنة الخلد، سائلين لامه البيولوجية طول العمر بموفور الصحة و موصول الهناء..
و بهذه المناسبة الأليمة و الخطب الجلل، مؤمنين بقضاء الله و قدره الذي لا راد له ، نبتهل للعلي القدير ان يلهم اسرتها الصغيرة و الكبيرة الصبر الجميل و السلوان ، لاسيما الأبناء و الإخوة و الأخوات و الاخت السيدة و ابناءها ، و عزاؤهم و عزاؤنا في الفقيدة ، نحن اسرة التعليم ، فيها واحد..إنا لله و انا اليه راجعون.
حرر بالداخلة يوم السبت 8 يوليوز 2023
بقلم ذ. احمد العهدي