وجه الملك محمد السادس دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي للقيام بزيارة إلى المملكة، على اعتبار أن من شأن هذا اللقاء “أن يفتح إمكانيات جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، كما سيشكل مناسبة لتعزيز آفاق السلام لفائدة جميع شعوب المنطقة”، ما يبرز استعداد الرباط للقيام بدور دبلوماسي تاريخي، بقيادة العاهل المغربي، للتقريب بين شعوب المنطقة والسعي للوصول إلى سلام دائم وعادل.
وتبقى لدعوة الملك خصوصياتها في هذا الجانب، حيث تبرز الرسالة الملكية أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل بإمكانها أن تكون مفتاح أساسيا للسلام في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب مساهمتها في تعزيز الأمن على المستوى الإقليمي وفتح آفاق جديدة للمنطقة، بالإضافة إلى أن الرباط تظل طرفا يحظى بثقة الفلسطينيين والإسرائيليين، ويسعى دائما إلى الوساطة دون إملاءات أو شروط مسبقة.
ويستحضر هذا التواصل بين المؤسسة الملكية ورئاسة الوزراء الإسرائيلية، الروابط الخاصة التي تجمع بين الملك والجالية اليهودية المغربية سواء المقيمة في المغرب أو في جميع أنحاء العالم بما في ذلك إسرائيل، على أمل أن تتمكن الخصوصية المغربية في هذا المجال من تعزيز آفاق السلام ودفع عجلة المفاوضات إلى الأمام بهدف إيجاد الحلول السلمية العادلة، في ظل الانسداد الحالي الذي يُنذر بعواقب وخيمة على المنطقة برمتها.
وتنسجم هذه المساعي مع الرؤية المغربية المعبر عنها من طرف الملك ومن لدن الدبلوماسية المغربية في مختلف المناسبات خلال السنوات لماضية، والتي تركز على ضرورة طي صفحة الصراع واعتماد لغة الحوار لتجاوز الوضع الراهن، عبر إفساح المجال للمفاوضات السياسية ومبادرات بناء الثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.