الداخلة .. يجب القطيعة مع سياسة إستقطاب اليد العاملة من مدن و جهات واقاليم أخرى ؟!

هيئة التحرير8 أغسطس 2024آخر تحديث :
الداخلة .. يجب القطيعة مع سياسة إستقطاب اليد العاملة من مدن و جهات واقاليم أخرى ؟!

ليس غريبا ان يتم إستقطاب اليد العاملة من مدن اخرى ولكن بعد ان يتم البحث عنها في المدينة الام ( الداخلة) ، لأن حرق المراحل وطرق أبواب مدن اخرى وامتصاص بطالتها يطرحنا امام سؤال “واقعية تنزيل العدالة التنموية والإجتماعية بجهة الداخلة وادي الذهب” ، إذ لابد ، بل و من الواجب أن يكون الاتجاه السائد هو تحقيق تكافئ الفرص في التشغيل المحلي بإعتباره ضرورة أساسية، فجهة الداخلة وادي الذهب قادرة على توفير بيئة تنموية وتشغلية لأبنائها اولا إذا ما تم وضع تصور شمولي لإستغلال خيراتها معدنيا وسياحيا وبحريا وفلاحيا لخلق المزيد والمزيد من فرص الشغل التى تتناسب مع المتوفر من المشاريع القادرة على أحتضان اليد العاملة المحلية التى تحتاج فعلا إلى إنهاء معاناة حناجرها التي تصدح صباح مساء أمام الإدارات المحلية طلبا في الشغل والعيش الكريم .

إن جهة الداخلة وادي الذهب ورغم مالها من الخيرات وفرص الشغل إلا أن أبناءها يعانون من مثل هذه التجاوزات التي لا تخدم التنمية المحلية ، في ظل غياب إرادة حقيقية لدى مؤسسات التشغيل من أجل وضع حد للبطالة المتفشية ، ولا سيما وبعد ان إنتشار وثيقة تهم طلب يد عاملة من طاطا بدل البحث عنها اولا بالداخلة ؟

فلا شك ان المناسبات الدينية تكشف بشكل جلي حجم العمالة بالداخلة التى تضطر مكرهة على السفر الى أماكن تبعد عن مقر عملها بالداخلة مئات الكليومترات لأداء واجبها الديني ، ونحن نعرف أن كل المشاريع الكبرى سواء في مجالات البنى التحتية او الصيد البحري او الفلاحة والسياحة تحتضن نسبة مهمة من اليد العاملة المنحدرة من جهات وأقاليم اخرى ، ومحطات نقل المسافرين شاهدة على ذلك في كل المواسم الدينية ، وهذا يزكي حجم المعاناة التي يعانيها المعطل الساكن والمستقر بالداخلة ،و الذي يجد نفسه بين ضرورة البحث عن لقمة عيش وبين جشع الشركات التي تتجاوزه إلى مناطق أخرى بحثا عن اليد العاملة .

إن واقع البطالة والبحث عن اليد العاملة بجهة الداخلة وادي الذهب هو واقع مر ولا يقبل مزيدا من الإستمرار أمام تنامي الوعي بضرورة المساواة في التنمية البشرية ، وأن الوقت قد حان للقطع مع سياسة إستقطاب اليد العاملة من مدن اخرى ، حتى لا نكون عنوانا للبؤس التنموي ، وتصبح جهتنا عاجزة عن تنزيل مخطط تنموي شامل ينهي التمييز في اليد العاملة لصالح جهات وأقاليم على حساب جهتنا .

إن نزول الإدارة الترابية بكامل وزنها من أجل إنصاف الباحثين عن العمل بجهة الداخلة وادي الذهب ضرورة ملحة، واستمرار إمتصاص البطالة في جهات اخرى بدل جهتنا ، هو ظلم كبير يحتاج جبرا للضرر ويحتاج إلى إعادة الإعتبار لشباب هذه الربوع المتشبتة بالوطن والمتعلقة بأهذاب العرش العلوي المجيد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة