التربية قبل العقاب: نحو بيئة مدرسية خالية من العنف

هيئة التحرير20 فبراير 2025آخر تحديث :
التربية قبل العقاب: نحو بيئة مدرسية خالية من العنف

بدر شاشا

المدرسة ليست مجرد مكان لتلقي الدروس وحفظ المعلومات، بل هي بيئة تربوية تُشكِّل شخصية التلميذ وتؤثر على مستقبله وسلوكه في المجتمع. ومن بين القضايا التي تُثير الجدل في المؤسسات التعليمية، قضية العنف المدرسي الممارس على التلاميذ، سواء كان ذلك عنفًا لفظيًا أو جسديًا. فكم من تلميذ فقد رغبته في الدراسة بسبب معاملة قاسية؟ وكم من شاب ترك المدرسة ليجد نفسه في طريق مجهول بسبب أساليب غير تربوية؟

العنف المدرسي وتأثيره على نفسية التلميذ

حين يتعرض التلميذ للعنف في المدرسة، سواء من طرف أستاذ أو إدارة غير متفهمة، فإنه يشعر بالإهانة والظلم، مما يؤثر سلبًا على نفسيته وثقته بنفسه. فبدل أن يكون التعليم وسيلة لفتح آفاق المستقبل، يصبح عبئًا نفسيًا يُثقل كاهله.

بعض الأساتذة قد يتعاملون مع غياب التلميذ أو تأخره بطريقة صارمة، تصل أحيانًا إلى العقاب الجسدي أو الإهانة أمام زملائه. لكن هل تساءلنا يومًا عن سبب هذا الغياب أو التأخير؟ ربما يعاني التلميذ من مشاكل عائلية أو صحية، وربما يواجه ظروفًا صعبة لا يعلمها أحد. فبدلًا من العقاب، ينبغي البحث عن السبب وإيجاد حلول تساعده بدل أن تزيد من معاناته.

العواقب الوخيمة للعنف داخل المدرسة

كثيرون هم الذين غادروا مقاعد الدراسة بسبب معاملة قاسية من أستاذ لم يمنحهم فرصة التوضيح، أو بسبب نظام تربوي لم يوفر لهم بيئة مشجعة على التعلم. والأسوأ من ذلك، أن بعض هؤلاء التلاميذ الذين غادروا المدرسة أصبحوا يشعرون بالغضب تجاه المجتمع، بل وربما انتقموا منه بطريقة أو بأخرى. فالحرمان من التعليم ليس مجرد خسارة أكاديمية، بل هو خطر على المجتمع بأسره.

يا أستاذ، يا أستاذة، أنتم أصحاب رسالة عظيمة، فكونوا مصدر إلهام لا مصدر خوف. لا تجعلوا الغضب أو الصرامة تُضيّع حلم تلميذ، ولا تكونوا سببًا في انقطاعه عن الدراسة. فالتعليم مسؤولية، وهو أمانة في أعناقكم، فلا تضيّعوها بالعنف أو سوء الفهم. فالتلميذ الذي يجد في مدرسته ملاذًا آمنًا، سيكون يومًا ما مواطنًا ناجحًا يساهم في بناء المجتمع، بدل أن يكون ضحية نظام لم يفهمه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة