في خطوة مميزة ومليئة بالمعاني، انطلقت أولى رحلات موسم التخييم الصيفي لأطفال الداخلة، مصحوبة بمشاركة أبناء الجالية الإفريقية المقيمة في المدينة، في تجربة مشتركة تُجسد الانفتاح الحقيقي والتلاحم بين مكونات المجتمع بالجهة، وتجسيدًا حقيقياً لروح العمق الإفريقي التي يعتز بها المغرب والداخلة بشكل خاص.
هذه المبادرة التي نظمها مجلس جهة الداخلة وادي الذهب تعكس بوضوح رؤية استراتيجية شمولية تُعلي قيم التعايش، والتبادل الثقافي، والاندماج بين أبناء المدينة والجالية الإفريقية، وذلك عبر برنامج ترفيهي وتربوي يجمع الأطفال على التفاعل والمشاركة في أنشطة متنوعة بين الطبيعة والمرح والمعرفة.
ففي أجواء مليئة بالفرح والتآلف، انطلق أطفال الداخلة مع رفاقهم من الجالية الإفريقية إلى مخيمات صيفية مجهزة بأفضل الإمكانيات، حيث سيستمتعوا بأنشطة متعددة من ألعاب رياضية، وورشات فنية، ومسابقات ثقافية، ومخيمات ليلية، إضافة إلى جلسات تعريفية تعزز القيم الإنسانية والروابط الاجتماعية.
وقد عبر العديد من أولياء الأمور والجمعيات المحلية عن سعادتهم بهذه الخطوة التي تفتح آفاقًا جديدة أمام أطفال الجهة، وتُعزز روابط الأخوة والتفاهم بين مختلف الفئات، مشيرين إلى أن هذه المبادرة تمثل بداية لعلاقات أكثر عمقًا وتنوعًا بين المدينة والجالية الإفريقية، وهي رسالة قوية للتضامن والتآزر في قلب صحراء المغرب.
كما أكد مسؤولو مجلس جهة الداخلة أن هذا الموسم الصيفي سيكون منصة دائمة لتعزيز التواصل والتبادل الثقافي، وأنه يأتي انسجامًا مع المبادرات الملكية التي تدعو إلى توطيد علاقات المغرب مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، من خلال بناء جسور حقيقية بين الشعوب.
بهذه الخطوة الإنسانية والاجتماعية، يثبت أطفال الداخلة وأبناء الجالية الإفريقية أنهم ليسوا فقط ساكنين في نفس المدينة، بل أخوة في التجربة، متشاركين في لحظات الفرح والنمو، ومستعدين معًا لبناء مستقبل مشترك يتسم بالتنوع والاحترام.
