“الميكروبلاستيك… العدو الخفي الذي نأكله ونشربه دون أن ندري!”

هيئة التحرير26 يوليو 2025آخر تحديث :
“الميكروبلاستيك… العدو الخفي الذي نأكله ونشربه دون أن ندري!”

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات العلمية بشأن خطر جديد يتسلل إلى حياتنا اليومية بصمت: الميكروبلاستيك. هذه الجسيمات البلاستيكية الصغيرة، التي لا يتجاوز حجمها 5 ميليمترات، أصبحت اليوم في كل مكان: في الماء، في الطعام، بل وحتى في الهواء الذي نتنفسه.

فما هو الميكروبلاستيك؟
إنه عبارة عن قطع صغيرة جدًا من البلاستيك تنتج إما نتيجة تحلل النفايات البلاستيكية الكبيرة مثل القنينات والأكياس، أو يتم تصنيعها مباشرة بهذا الحجم الصغير لاستخدامها في بعض مستحضرات التجميل ومنتجات التنظيف.

الخطير في الأمر أن هذه الجزيئات لا تتحلل بسهولة، وتستمر في الدوران داخل النظام البيئي لعقود طويلة، ما يجعلها تتسلل إلى أجسام الكائنات الحية، بما فيها الإنسان. فقد أظهرت دراسات حديثة وجود الميكروبلاستيك في الأسماك، والملح، والماء المعلّب، وحتى في حليب الأم!

ويحذر الخبراء من أن تراكم هذه الجسيمات داخل الجسم قد يكون له تأثيرات صحية خطيرة على المدى البعيد، إذ قد تُحدث التهابات، وتُضعف الجهاز المناعي، وتؤثر على الخصوبة والهرمونات.

من أين يأتي هذا التلوث؟
تشير الإحصاءات إلى أن العالم ينتج أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك سنويًا، ولا يتم تدوير سوى جزء صغير منه، بينما ينتهي الباقي في البحار والمحيطات والمجاري المائية، حيث يبدأ بالتحلل إلى ميكروبلاستيك.

في مواجهة هذا الخطر الصامت، بدأت بعض الحكومات والشركات في اتخاذ إجراءات، مثل حظر استخدام البلاستيك أحادي الاستعمال، وتحفيز البحث عن بدائل طبيعية. لكن الخبراء يشددون على أن الحل الحقيقي يبدأ من الوعي الفردي، عبر تقليص استخدام البلاستيك اليومي، واعتماد خيارات مستدامة في الاستهلاك.

فهل نحن مستعدون لتغيير عاداتنا، قبل أن يتحول الميكروبلاستيك من تهديد صامت إلى كارثة صحية عالمية؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة