في الوقت الذي تُقدَّم فيه جهة الداخلة وادي الذهب كواجهة استثمارية وسياحية صاعدة، يواجه المواطن تحديات يومية في الحصول على خدماته الإدارية، خاصة في فترة الصيف، حيث يؤدي غياب عدد كبير من الموظفين في إجازاتهم السنوية إلى بطء واضح في إنجاز المعاملات.
خلال شهري يوليوز وغشت، تعرف كثير من الإدارات تراجعاً في وتيرة العمل، إذ تصبح المكاتب شبه فارغة، وتتكدس الملفات، ويطول انتظار المواطنين لإتمام إجراءات بسيطة. وحتى في الحالات التي يتم فيها تعيين موظف بديل، غالباً لا يكون الأداء بمستوى الموظف الأصلي، إما لقلة الخبرة أو لعدم الإلمام الكافي بتفاصيل الملفات، ما يزيد من بطء الخدمات ويضاعف معاناة المرتفقين.
العطلة السنوية حق مشروع، لكن غياب تنظيم محكم لتوزيع الإجازات أو خطط بديلة تضمن استمرارية العمل يجعل المواطن هو المتضرر الأول. وفي منطقة ذات موقع استراتيجي مثل الداخلة، فإن أي تعطيل للخدمات الإدارية لا يمس فقط الأفراد، بل يؤثر أيضاً على صورة الإدارة وثقة الناس فيها.
الحل يكمن في اعتماد نظام مداومة فعّال، وتوزيع الإجازات بشكل متوازن، مع ضمان أن يكون الموظف المكلف بالنيابة مؤهلاً وقادراً على مواصلة العمل بنفس الكفاءة، حتى لا تتحول فترة الصيف إلى موسم لتعطيل مصالح المواطنين.
في النهاية، تبقى استمرارية الخدمات الإدارية بكفاءة طوال العام جزءاً أساسياً من أي رؤية تنموية حقيقية، وشرطاً أساسياً لتعزيز ثقة المواطن في مؤسساته.
