تشهد الكواليس الدبلوماسية حراكًا غير مسبوق مع اقتراب موعد مناقشة ملف الصحراء المغربية في مجلس الأمن، حيث تتسارع وتيرة التنسيق بين الرباط وباريس وواشنطن من أجل تعزيز المقترح المغربي القائم على الحكم الذاتي ضمن السيادة الوطنية للمملكة.
وتشير المعطيات الراهنة إلى تقسيم مدروس للأدوار؛ ففرنسا تضطلع بالشق التقني لإعداد أرضية المفاوضات، فيما تتحرك الولايات المتحدة في اتجاه ممارسة ضغوط دبلوماسية على الجزائر التي تواصل دعم جبهة البوليساريو. في الأثناء، يستعد المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا لعقد لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي، بعدما تلقى في وقت سابق تأكيدًا من أحد مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن مبادرة الحكم الذاتي تمثل الخيار الواقعي الوحيد المطروح.
في المقابل، تجد الجزائر والبوليساريو نفسيهما في وضعية معقدة، خاصة بعد تراجع الاهتمام الدولي بخيار الاستفتاء الذي طالما تبنت الجبهة الدفاع عنه. أما باريس فتواظب على حث المغرب على تقديم خطوات تنفيذية ملموسة ضمن إطار الحكم الذاتي، بما يكسبه دعمًا أوسع على الساحة الدولية.
تُبرز هذه التطورات المتسارعة أن الرباط تمضي بثبات نحو ترسيخ حضورها الدبلوماسي بجرأة ورؤية استراتيجية واضحة، في وقت تتضاءل فيه أوراق خصومها وتفقد بريقها على المستوى الدولي.