أبرز تقرير حديث صادر عن المندوبية السامية للتخطيط صورة معقدة لسوق الشغل في المغرب، تُظهر تفاوتات واضحة بين الجهات فيما يخص نسب المشاركة في القوى العاملة ومعدلات البطالة. التقرير، الذي جاء ضمن “الأطلس السوسيو-ديمغرافي الإقليمي”، يسلط الضوء على تحديات هيكلية كبيرة تواجه السياسات العمومية في مجالات التنمية والتشغيل.
ويبلغ معدل المشاركة في القوى العاملة على المستوى الوطني 41.6% بالنسبة للسكان الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً، مع تباين بين المناطق الحضرية والريفية؛ حيث تسجل المناطق الحضرية معدل مشاركة يصل إلى 43.8%، في حين لا يتجاوز هذا المعدل 37.6% في المناطق القروية.
وتظهر الفوارق بين الجنسين بشكل أكثر حدة، إذ يشارك 67.1% من الرجال في سوق الشغل، مقابل 16.8% فقط للنساء، وهو فرق يقارب ثلاثة أضعاف. هذا التباين الكبير يؤكد الحاجة الملحة لوضع سياسات متكاملة لتعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني، وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة والعدالة المجالية.
