قراءة في الصورة: التحالف الثلاثي يظهر بالقميص الأبيض ؟

هيئة التحريرمنذ 6 ساعاتآخر تحديث :
قراءة في الصورة: التحالف الثلاثي يظهر بالقميص الأبيض ؟

في خطوة لم يعتدها المشهد السياسي المغربي، ظهر أعضاء التحالف الثلاثي المشكل لحكومة عزيز أخنوش لأول مرة بالقميص الأبيض، بعيدًا عن البدلات الرسمية التي عادة ما تفرضها الأعراف البروتوكولية. هذه الصورة، التي جاءت مباشرة بعد ثلاثة أيام من احتجاجات جيل Z، تحمل دلالات سياسية ورمزية متعددة تستحق القراءة الدقيقة.

الزي السياسي ليس مجرد لباس، بل خطاب غير لفظي ينقل رسائل للمواطنين والشركاء الاجتماعيين. القميص الأبيض يوحي بالشفافية والانفتاح وقرب المسؤولين من الجمهور، في رسالة موجهة بالأساس إلى الشباب، الذين طالما انتقدوا البيروقراطية والبعد الرمزي بين السلطة والمجتمع. هذا المظهر يرسل إشارة مفادها: “نحن نحاول الاستماع، ونقترب من لغة الشارع، بعيدًا عن الرسمية الجامدة”.

لكن الرمزية تتجاوز البساطة الشكلية. الظهور بهذا المظهر بعد احتجاجات مباشرة يقرأ كخطوة تهدئة وإعادة ضبط العلاقة مع المجتمع، خصوصًا مع جيل يرفض الخطابات الشكلية وحدها. إنه تذكير بأن السلطة بحاجة إلى مرونة رمزية قبل الانخراط في إجراءات فعلية.

ومع ذلك، يجب التعامل مع هذا المعطى بحذر. القميص الأبيض قد يعكس محاولة سياسية للانفتاح على المطالب الاجتماعية، لكنه لا يغني عن الإجراءات والسياسات الفعلية التي تلبي طموحات الشباب، خصوصًا في مجالات التشغيل والتعليم والصحة. الرمزية مهمة، لكنها ليست بديلاً عن العمل السياسي الجاد.

في النهاية، صورة التحالف الثلاثي بالقميص الأبيض هي رسالة مزدوجة: تهدئة الأجواء والاقتراب من جيل Z، مع إبراز مرونة رمزية لمواجهة الاحتجاجات. لكنها أيضًا اختبار لقدرة الحكومة على تحويل الرموز إلى سياسات حقيقية تلبي انتظارات المواطنين. وسيظل الشارع هو الحكم النهائي على جدية هذا الاختبار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة