شهدت عدة مدن مغربية، مساء الثلاثاء، انفلاتاً خطيراً في احتجاجات ما يعرف بـ”جيل زد”، حيث خرجت المظاهرات عن إطارها السلمي لتتحول إلى موجة من العنف والمواجهات المباشرة مع القوات العمومية، تخللتها أعمال تخريب وحرق للممتلكات.
في مدينة إنزكان، تحولت وقفة احتجاجية غير مرخصة إلى ساحة مواجهات، بعدما أقدم محتجون على رشق رجال الأمن بالحجارة وتخريب سيارة تابعة للأمن الوطني، ما دفع السلطات إلى التدخل بقوة لتفريق المحتجين والحيلولة دون اتساع رقعة الفوضى.
وضواحي أكادير، وتحديداً بمنطقة آيت عميرة، اندلعت أعمال شغب واسعة، طالت سيارات الدرك الملكي وخلفت أضراراً جسيمة، وسط تداول مقاطع مصورة أظهرت حجم الفوضى التي مست الممتلكات العامة. وتأتي هذه التطورات في سياق احتجاجات دعا إليها شباب حركة “GENZ212″، التي تؤكد مطالبها بالحق في الصحة والتعليم، وتشدد في بياناتها على سلمية حراكها.
لكن مسار الأحداث اتجه نحو العنف في مدن أخرى مثل بركان وبني ملال، حيث تم حرق سيارة رجل سلطة وتخريب مرافق عمومية وخاصة، فيما أصيب عنصر من القوات المساعدة بجروح إثر الرشق بالحجارة.
أما في وجدة، فقد تحولت الوقفات إلى مشاهد من التخريب وإشعال النيران، فيما شهد حي درب السلطان بالدار البيضاء مواجهات مماثلة، بعد رشق عناصر الأمن بالحجارة من قبل مجموعات محسوبة على “جيل زد”.
وقد عبرت فعاليات مدنية ومواطنون عن استيائهم من الانزلاق نحو العنف، مؤكدين أن هذه الممارسات تُفقد الاحتجاجات مشروعيتها وتسيء لمصداقية المطالب الاجتماعية للشباب، محذرين من تهديد السلم العام وضرورة تدخل السلطات لحماية الأرواح والممتلكات وضمان احترام القانون.