خمسون عامًا على نداء المسيرة الخضراء: المغرب يواصل مسيرة الوحدة والبناء

هيئة التحرير16 أكتوبر 2025آخر تحديث :
خمسون عامًا على نداء المسيرة الخضراء: المغرب يواصل مسيرة الوحدة والبناء

في يوم الخميس 16 أكتوبر 2025، يخلد الشعب المغربي، بفخر واعتزاز، الذكرى الخمسين لإعلان جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، عن تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، تلك الملحمة التاريخية التي ستظل منقوشة في وجدان الأمة المغربية، ورمزًا خالدًا للوحدة الوطنية واستكمال السيادة على الأقاليم الجنوبية للمملكة.

ففي مثل هذا اليوم من سنة 1975، وجّه الملك الراحل الحسن الثاني خطابًا تاريخيًا إلى الأمة، أعلن فيه عن تنظيم المسيرة الخضراء السلمية لتحرير الصحراء المغربية واسترجاعها من الاستعمار الإسباني. وقد جاءت هذه الدعوة تزامنًا مع الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بلاهاي، الذي أكد وجود روابط قانونية وتاريخية بين سلاطين المغرب وقبائل الصحراء، مثبتًا بذلك الحق المشروع للمغرب في أقاليمه الجنوبية.

لقد كانت المسيرة الخضراء حدثًا فريدًا في التاريخ الإنساني، أدهش العالم بسلميته وتنظيمه، حيث شارك فيها أكثر من 350 ألف متطوع ومتطوعة، حملوا المصاحف والأعلام المغربية بدل السلاح، مجسدين قيم السلام والوطنية الصادقة والتلاحم بين العرش والشعب.

وبعد مرور نصف قرن على ذلك اليوم الخالد، يواصل المغرب مسيرته بثبات في ترسيخ مغربية الصحراء، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من التنمية الشاملة والدبلوماسية الحكيمة ركيزتين أساسيتين لتثبيت السيادة الوطنية.

وقد تحولت الأقاليم الجنوبية اليوم إلى نموذج تنموي متكامل، بفضل مشاريع كبرى مهيكلة في مجالات البنيات التحتية، والطاقة المتجددة، والفلاحة، والاقتصاد البحري، والتعليم والصحة، مما جعلها أحد المحاور الاستراتيجية لربط المغرب بعمقه الإفريقي.

كما يشهد العالم اتساع رقعة الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب سنة 2007، باعتبارها الحل الواقعي والوحيد لإنهاء النزاع الإقليمي، حيث انضمت دول وازنة كـ الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا إلى قائمة المؤيدين لهذه المبادرة الجادة، في اعتراف صريح بشرعية الموقف المغربي وعدالة قضيته.

ويواصل المغرب اليوم بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مسيرة البناء والنماء بالأقاليم الجنوبية، من خلال مشاريع استراتيجية كبرى مثل الميناء الأطلسي بالداخلة، ومحطة تحلية مياه البحر، والطريق السريع تزنيت–الداخلة، التي تشكل روافد حقيقية للتنمية وركائز أساسية لترسيخ إشعاع الأقاليم الجنوبية كجسر اقتصادي إفريقي – أطلسي.

وفي هذا السياق، تبرز مدينة الداخلة كنموذج متكامل للتنمية المستدامة، بفضل ديناميتها الاقتصادية، وموقعها الجيوستراتيجي، واستقطابها المتزايد للاستثمارات الوطنية والأجنبية، مما جعلها مدينة المستقبل وقطبًا قارّيًا صاعدًا.

إن ذكرى خمسين عامًا على إعلان المسيرة الخضراء ليست مجرد مناسبة للاحتفال، بل هي تجديد للعهد والوعد على مواصلة درب البناء والوفاء، واستلهام لقيم الوطنية الصادقة والوحدة الترابية.
وتبقى المسيرة الخضراء المظفرة رمزًا خالدًا لإرادة شعب لا تلين، وملحمة أمة آمنت بعدالة قضيتها، وسارت بخطى ثابتة نحو المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة