تفجّرت قضية غامضة وصادمة بنواحي مدينة الداخلة، بعدما انقلبت سيارة رباعية الدفع كانت تحمل ناقة مسروقة، لتكشف تفاصيل مروّعة عن جريمة نحر طالت أحد رؤوس الإبل، في مشهد أعاد إلى الواجهة ظاهرة مقلقة باتت تؤرق الكسابة وسكان البادية على حدّ سواء.
وحسب مصادر محلية، فإن الجناة أقدموا على نحر الناقة وقطع علامات الترميز التقليدية التي يعتمدها أهل البادية لمعرفة إبلهم، وهي عملية وُصفت بـ“الاحترافية”، ما يرجّح فرضية نشاط عصابات منظمة في سرقة الإبل وترويج لحومها بطرق مشبوهة.
عدد من الكسابة عبّروا عن غضبهم الشديد مما جرى، مطالبين الجهات القضائية بإنزال أشد العقوبات على المشتبه فيهم، مؤكدين أن الحادثة ليست معزولة، بل تندرج ضمن سلسلة سرقات متكررة طالت مناطق واسعة من بادية الداخلة ومحيطها.
ظاهرة كهذه، التي تهدد الثروة الحيوانية وتشكل مصدر قلق بالغ للكسابة، تستدعي تدخّل السلطات الأمنية والقضائية بشكل عاجل لفتح تحقيق موسّع وشامل، يهدف إلى كشف خيوط هذه الجريمة وملاحقة المتورطين فيها، حمايةً لحقوق المربين وصونًا لمورد رزق مئات الأسر التي تعتمد على تربية الإبل كركيزة أساسية في حياتها الاقتصادية والاجتماعية.
وبين صرخات الكسابة ومطالب العدالة، تبقى قضية ناقة الداخلة المنحورة جرس إنذار حقيقي، يذكّر بأن الأمن الرعوي في الصحراء بات بحاجة إلى يقظةٍ أشدّ وحزمٍ أكبر، قبل أن تتحول الظاهرة إلى نزيف دائم في عمق البادية.
