إدريس لشكر يعيد قيادة الاتحاد الاشتراكي لولاية جديدة وسط أجواء ديمقراطية ببوزنيقة

هيئة التحرير18 أكتوبر 2025آخر تحديث :
إدريس لشكر يعيد قيادة الاتحاد الاشتراكي لولاية جديدة وسط أجواء ديمقراطية ببوزنيقة

كما كان متوقعاً، جدد المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد بمدينة بوزنيقة أيام 17 و18 و19 أكتوبر الجاري، الثقة في إدريس لشكر ككاتب أول للحزب، بعد حصوله على الأغلبية المطلقة مقابل معارضة 26 صوتاً، في قرار يعكس رغبة أغلبية الاتحاديين في ضمان استمرارية القيادة خلال المرحلة المقبلة.

المؤتمر الذي انعقد تحت شعار “مغرب صاعد: اقتصادياً، اجتماعياً، وسياسياً”، صادق عملياً على مقترح المجلس الوطني القاضي بتمديد ولاية لشكر، بعدما صوّت المؤتمرون بأغلبية ساحقة لصالح المقترح، مقابل معارضة صوت واحد فقط خلال جلسة التمديد، وهو ما اعتبر تتويجاً لمسار من النقاشات الداخلية التي غلبت عليها روح التوافق والمسؤولية.

وأكدت مصادر من داخل المؤتمر أن هذا القرار جاء نتيجة “اعتزاز القواعد الاتحادية بالمكاسب السياسية والتنظيمية التي تحققت في عهد لشكر”، مع تأكيدها على “ضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومواصلة الإصلاح والتحديث استعداداً للاستحقاقات السياسية المقبلة”.

ويستند قرار التمديد إلى المادة 217 من النظام الأساسي للحزب، التي تتيح استثناءً إمكانية التجديد في الأجهزة القيادية المنتهية ولايتها، إذا اقتضت ذلك “المصلحة العليا للهيئة”، وفق ما ينص عليه القانون الداخلي للحزب.

وشهدت جلسات المؤتمر، بحسب مصادر مطلعة، أجواءً ديمقراطية اتسمت بالوحدة والانضباط، حيث انخرطت مختلف التنظيمات الجهوية والمحلية في مناقشة التقارير السياسية والتنظيمية، في مشهد يعكس دينامية الحزب وقدرته على تجديد ذاته دون المساس بجذوره الفكرية التقدمية.

وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضوراً وازناً لعدد من الشخصيات السياسية والنقابية البارزة، من داخل وخارج الأغلبية الحكومية. وتقدم الحاضرين رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، ورئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، إلى جانب محمد أوجار، الوزير الأسبق والقيادي في حزب الأحرار.

كما حضرت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، رفقة زميلها في الحزب وزير العدل عبد اللطيف وهبي، إضافة إلى الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، وعدد من قيادات الأحزاب الأخرى، مثل نبيل بنعبد الله (حزب التقدم والاشتراكية)، ومحمد أوزين (الحركة الشعبية)، ومحمد جودار (الاتحاد الدستوري)، وعبد الرحيم العسري (الاشتراكي الموحد)، والنائبة البرلمانية نبيلة منيب.

كما حضر الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الميلودي مخاريق، ورئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب النعم ميارة، وسفير دولة فلسطين بالمغرب، إلى جانب شخصيات دبلوماسية من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

وسُجِل غياب واضح لأي تمثيلية لحزب العدالة والتنمية عن المؤتمر، في ظل استمرار التوتر السياسي بين الحزبين رغم تواجدهما معاً في صفوف المعارضة.

ويأتي هذا المؤتمر في ظرفية سياسية دقيقة، يسعى فيها حزب الاتحاد الاشتراكي إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي، ورسم ملامح استراتيجية جديدة للسنوات المقبلة، قائمة على الاستمرارية في الإصلاح، والانفتاح على رهانات “مغرب صاعد” اقتصادياً واجتماعياً ومؤسساتياً، تحت قيادة إدريس لشكر الذي يدخل اليوم مرحلة جديدة في مساره السياسي على رأس الحزب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة