في خطوة تنموية بحجم الوطن ورؤية تلامس المستقبل، خطت المملكة المغربية بثقة نحو تعزيز بنيتها التحتية بإطلاق الطريق السريع تيزنيت–الداخلة، المشروع الطرقي الأضخم في تاريخ الأقاليم الجنوبية، والممتد على أكثر من 1055 كيلومتراً من ساحل الأطلسي إلى عمق الصحراء.
هذا الشريان التنموي العملاق، الذي تطلب استثماراً يفوق 9 مليارات درهم، يجسد رؤية ملكية متبصرة تروم جعل الجنوب المغربي مركزاً محورياً للتبادل الاقتصادي والربط القاري، عبر ثلاثة مقاطع رئيسية تربط تيزنيت بكلميم، وكلميم بالعيون، والعيون بالداخلة، في انسجام تام مع النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
ولا يقف الإنجاز عند الطول أو الكلفة، بل عند ما يحمله من رمزية استراتيجية: أطول جسر طرقي في المملكة على وادي الساقية الحمراء، يمتد على 1648 متراً وعرض 21.4 متراً، يشكل نقطة عبور بين التاريخ والمستقبل، ويُرتقب استكماله في يوليوز 2027.
وحسب مبارك فنشا، مدير المشروع، فإن هذا الطريق السريع لم يكن مجرد تعبيد مسافات، بل بناء لمسار جديد من التنمية والاندماج الجهوي، إذ سيمكن من تسهيل تنقل البضائع والأشخاص، وتعزيز الروابط التجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي، فضلاً عن خلق عشرات آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة التي ستنعش الاقتصاد المحلي والجهوي.
وقد شاركت في هذا الورش الوطني 35 مقاولة مغربية، واستخدمت فيه أحدث التقنيات في الردم والحفر وتعبيد الطرق ووضع العلامات التشويرية وفق المعايير الدولية، إلى جانب تجهيز 7 محطات استراحة و18 منطقة لتفريغ مياه الأسماك و6 طرق التفافية تجعل من السفر عبره تجربة آمنة ومريحة.
بهذا المشروع الطموح، يواصل المغرب ترجمة إرادة ملكه محمد السادس في بناء جنوب مزدهر، متصل بباقي جهات المملكة وبقارة إفريقيا، ليصبح طريق تيزنيت–الداخلة أكثر من مجرد مسار إسفلتي… بل طريقاً نحو المستقبل، والتكامل، والتنمية المستدامة.













