تتحرك الأحزاب السياسية بالداخلة في وتيرة متسارعة حتى وإن كانت من دون أفق استراتيجي، إلا أن الفضلية الوحيدة للتحالفات السياسية في جهة الداخلة واد الذهب، تكمن في محاربة كل من يسعون إلى الرقي بالمجتمع وتحقيق مطالبه في مشهد غابت عنه الرؤية الشمولية والسعي وراء المصلحة العامة للمواطن ولكم في استقطاب شخصيات من أحزاب أخرى خير دليل والتأثير على أحزاب كانت في الأمس القريب تتصف بالعناد والمواقف الصلبة ( الأصالة والمعاصرة)
إن الوظيفة التكتيكية لهذه التحالفات الهشة التي تطبخ على نار هادئة لا تخفى على أحد ، حتى وإن كانت محكومة بأجندة انتخابية، أو بمحاولة للتشويش على الحزب الذي تقلد أصحابه مناصب المسؤولية في إنتخابات 2015 الماضية وأبلو بلاءا حسنا (حزب الإستقلال) ،فتحالف القوى الحزبية والشخصيات المحروقة سياسيا هو جاء فقط لانتزاع أكبر قدر من الامتيازات الحزبية، أو للضغط في اتجاه الحصول على مواقع في المجالس القادمة، التي يجري الإستعداد لها ، فهشاشة التحالفات الحزبية وضعفها، لا تلغي في شيء أهمية حدوثها، لأنها مؤشر على أن العمل السياسي لا يمارس في قارة معزولة ، وللمتابع للحياة السياسية في الداخلة عبرة بالتحالفات الانتخابية التي جمعت في السابق بين خصوم إيديولوجيين لا تربطهم صلة، كما حصل بين الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة في فترة التحالفات لتشكيل الحكومة، ما يعني أن سياسة المصالح يمكن أن تذبح الديمقراطية أحياناً وتجعل الكتل السياسية وسيلة للحصول على المناصب دون التفكير فيما يعانيه المواطن البسيط والفقير والمغلوب على أمره .
بقلم : محمد الصغير