تعتبر أكلات الشوارع من مظاهر الثقافة الغذائية في العديد من البلدان، بما في ذلك المغرب، حيث تجذب الزبائن من مختلف الفئات الاجتماعية بسبب أسعارها المعقولة وطعمها اللذيذ. ومع ذلك، يظل هناك قلق دائم حول سلامة وجودة هذه الأطعمة، خاصة عندما نتحدث عن الصحة العامة. فهل يُعقل أن نتجاهل المخاطر المرتبطة بتناول الطعام من الشوارع أو من المطاعم التي تفتقر إلى معايير النظافة؟
لنفترض أن مطعمًا يقدم الدجاج لديه القدرة على تجهيز 100 دجاجة يوميًا. من الضروري أن يتم غسل الدجاج جيدًا واتباع معايير النظافة الأساسية قبل الطهي. ولكن، من واقع التجربة، نجد أن العديد من المطاعم لا تتبع هذه المعايير بشكل صارم. نرى بعض العاملين في أكلات الشوارع يمسكون بأسطوانة الغاز بيد، بينما يمسكون بالنقود بيد أخرى دون أدنى اهتمام بنظافة الأيدي، مما يزيد من خطر انتقال الجراثيم والميكروبات إلى الطعام.
تتزايد مخاطر تناول الطعام في هذه الأوساط عندما نأخذ في الاعتبار أن بعض المطاعم تُخزن المواد الغذائية بشكل غير مناسب، أو تستخدم مكونات منتهية الصلاحية. إن عدم وجود رقابة كافية يؤدي إلى تصاعد هذه الظواهر المقلقة، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.
إن من الضروري تفعيل الرقابة اليومية على المطاعم وأكشاك الشوارع، وضمان الالتزام بالمعايير الصحية. يجب على الجهات المعنية، مثل وزارة الصحة والجهات المحلية، تكثيف حملات التفتيش والمراقبة، وتقديم التوعية اللازمة لأصحاب المطاعم حول أهمية النظافة والسلامة الغذائية. ينبغي أن يتضمن هذا أيضًا دورات تدريبية للعاملين في هذا القطاع حول كيفية تحضير الطعام بطريقة صحية وآمنة. يتوجب على المستهلكين أن يكونوا أكثر وعيًا واختيارًا في الأماكن التي يتناولون فيها الطعام. يجب أن يعرفوا أين يأكلون، وأن يكونوا حذرين من اختيار المطاعم التي تبدو غير نظيفة أو التي لا تتبع معايير السلامة. إن استهلاك الطعام من أماكن غير موثوقة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل التسمم الغذائي والأمراض المعدية، التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى عواقب وخيمة. إن تناول أكلات الشوارع يجب أن يكون تجربة ممتعة وآمنة، لكن ذلك يتطلب تضافر جهود الجميع. تحتاج المطاعم إلى الالتزام بالنظافة والمعايير الصحية، ويجب على السلطات تفعيل الرقابة الفعالة، وفي النهاية، يجب على المستهلكين أن يكونوا حذرين وأن يعرفوا كيف يختارون طعامهم. فالصحة أغلى ما نملك، ويجب أن تكون الأولوية هي الحفاظ عليها.