إختبار مهنة الأستاذية .. جديد التوظيف في التعليم المغربي

هيئة التحرير8 نوفمبر 2021آخر تحديث :
إختبار مهنة الأستاذية .. جديد التوظيف في التعليم المغربي

خلال هذا الأسبوع أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قرارا تحت عدد 21/53 ، والذي تم من خلاله تأسيس لجنة القيادة المركزية والخاصة بتنظيم والإشراف على مباراة ولوج المراكز الجهوية مهن للتربية والتكوين، والخاصة لأطر الأكاديميات الجهوية، إعدادا وانتقاءا للموسم الدراسي 2021/2022. 

هذه المبادرة تعتبر سابقة من نوعها في تاريخ منظومة التربية والتكوين بالمغرب ، فبعد أن كان المركز الوطني للتقويم هو المشرف المباشر والفعلي على كل الامتحانات والمباريات، تضمنت هذه اللجنة في عضويتها عدة مديرين مركزيين، ويمكنها توسيع قاعدتها.

أما الجديد الذي سيتفاجأ به  المقبلون على مباراة أطر الأكاديميات هو تكليفها بإعداد ” اختبار مهنة الأستاذية “، إلى جانب الإمتحان الكتابي والشفوي ، وسبب المفاجأة هو أن تاريخ التوظيف بالمغرب كان ينحصر في المعارف ونقلها من المعرفة العالمة إلى المعرفة القابلة للتعلم، عن طريق النقل الديداكتيكي، إضافة إلى البيداغوجية وعلوم التربية والمعارف والمستجدات التربوية،  سواء تعلق الأمر بالشق الكتابي أو الشفوي من المباراة. 

ودفعا لكل لبس، وتبديدا للخوف الذي بدأ ينتاب المقبلين على هذه التجربة، نقدم بعض الملاحظات التي يمكنها أن تنير أفق المباراة، وتكشف عن ما يعرف ب: ” اختبار مهنة الأستاذية “.

1 – يستحسن أن يعلم المترشح أن مباراة ولوج المراكز الجهوية لمهن لتربية والتكوين، ليست توظيفا مباشرا، وإنما هي إعداد للتكوين قصد التوظيف، وبالتالي فالإجراء ليس تقويما إجماليا ولا إمتحانا بالمعنى المتعارف ، لكنه تقويم تنبؤي ، أي مباراة توقعية ينتظر منها أن تكشف عن مدى توفر المترشح على قدرات لإتباع تكوين لاحق ، وهذا التقويم يعتمد في كل المباريات التي تعتمد التكوين في مدارس ومعاهد ، كالتمريض والجندية والقضاء و…

2 – إن ” اختبار مهنة الأستاذية “، هو اختبار ” بسيكو- تقني “، أو اختبار نفسي يقتضي إنجاز مهمة محددة مماثلة بالنسبة للأفراد الممتحنين، باستعمال تقنية دقيقة لتقدير مدى الإنجاز والفشل ، المهمة يمكن أن تتمثل فِي استعمال معارف محصلة ( رائز تحصيل المعارف) ؛ ويمكن أن تتمثل فِي استعمال وظائف سيكولوجية ( رائز نفساني). (H. Piéron)، أي أن الغرض من هذا الإختبار هو فحص مدى قابلية المترشح لممارسة مهنة التعليم، خاصة استعداداته النفسية والاجتماعية.

3 – إن اعتماد هذا الاختبار هو مقدمة لتعميم ” الكفايات الناعمة ” و” المهارات الحياتية ” التي تم إدراجها في برامج الباكالريوس التي بدأت تعمم في التعليم العالي ، حيث أن هذه الكفايات الناعمة هي المعتمدة في المقابلات الشفوية للتوظيف وفي عالم المقاولة والشغل لهذا، فبرمجة الاختبار البسيكو – تقني، معناه منح حياة تطبيقية للكفايات الناعمة، علما أن هذه الكفايات هي المعول عليها في التنمية الذاتية للشخص عبر تقدير الذات والثقة في النفس والقدرة على التواصل الإيجابي مع الغير في إطار العمل الجماعي ، إضافة للتفكير النقدي…

4 –  رغم أن ” اختبار مهنة الأستاذية ”  يبدو في ظاهره غريبا و مفاجئا في مباراة التعليم، فإن المضمون الذي ينتظر أن تعتمده لن يختلف كثيرا عن باقي أنواع الإختبارات البسيكو – تقنية التي نجدها في باقي المباريات، بل إن كثيرا من الأسئلة التي تتضمنها هذه الإختبارات هي قديمة في المباريات الكتابية والشفوية. وأن التغيير يطال الشكل فقط وطريقة التقديم والصياغة، 

ونظرا لتشابه الاختبارات البسيكو – تقني فيه عموما، ومع اختلافها في المضمون حسب طبيعة المباراة، فإن المتوقع أن يتضمن هذا الإختبار العناصر التالية:

أ – كفايات المدرس ومهاراته ومهامه، ومنها ما يتعلق ب: 

– المعارف والقدرة على توظيف المناهج وتقنيات التنشيط.

– مهام المدرس سواء التدريس داخل القسم بمعية التلاميذ، أو خارج القسم كالمشاركة في الحياة المدرسية.

– استراتيجيات التعليم كنطريات التعلم والمقاربات البيداغوجية.

– القدرة على التواصل اللفظي وغير اللفظي.

– التقويم والدعم والمعالجة التربوية

– الموارد الديداكتيكية والمعينات الرقمية والوسائل التعليمية

– تملك ثقافة الحوار والتسامح والمواطنة وكل القيم الايجابية.

ب – الكفايات الناعمة والمهارات الحياتية ، كذلك ينتظر أن يتضمن الإختبار أسئلة ، مباشرة وضمنية ، تكشف عن الجوانب المرتبطة بتنمية الذات وتملك كفايات حياتية ، ومن ذلك: تقدير الذات و الثقة في النفس والتوازن النفسي واحترام الغير والاشتغال مع الجماعة والتواصل الفعال، إضافة لتكوين اتجاهات نفسية اتجاه الغير، فردا أو جماعة.

ج – أخلاقيات المهنة: ستمرر عبر روائز تتضمن موضوعات حول العلاقات الشخصية والمهنية ، كضبط الوقت ، واحترام الرؤساء المباشرين و السر المهني، ومختلف أشكال التعاون النظامي في إطار دينامية الجماعة ، حيث أن أسئلة هذا المحور يمكن أن تميط اللثام عن المواقف الشخصية للمترشح ومدى قدرته على الانخراط والانغماس في الوسط المهني.

د – التفكير المنطقي: ويقصد به معرفة مد
ى قدرة الشخص على التفكير، وعلى التفكير المنطقي السليم، أي التفكير المنطقي الذي يتسم بالتناسق والذي يبتعد عن الإستدلالات الفاسدة والمتناقضة، أي الخارجة عن التعقل والعقلانية، لأن الفكر المنطقي معناه الإبتعاد عن الدوغمائية  والخرافات وكل أشكال السفسطة والجدل المذموم.

ه – السمات الشخصية: إن هذا الإختبار يبين بعض ملامح شخصية المترشح ، ويتم ذلك من خلال تقديم النفس و الاجابة عن بعض الحالات ، ويمكن أن تكون الأسئلة عبارة عن مثيرات، باللفط أو الفعل ، تتبعها استجابات مباشرة ، هذه الاستجابات وما يتبعها من سلوكات يمكن أن تصنف شخصية المترشح حسب التصيف العالمي ، من شخصية سلطوية أو شخصية غير مبالية أو شخصية معتدلة… فعلى الرغم من أن كل كائن بشري مختلف بطبعه عن غيره ، يمكن لاختبار الشخصية أو Personality Test أن يكشف عن مدى إنسجام الشخص الجاري تقييمه مع الخصائص والصفات التي تقوم عليها الوظيفة أو الشاغر الذي تقدمه الشركة أو المنظمة.

بقلم : لحسن تفروت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة