الأغاني الشعبية والمسلسلات فايروس يهدد القيم ويؤثر على سلوكات الشباب إجتماعيا ؟

هيئة التحرير13 مايو 2023آخر تحديث :
الأغاني الشعبية والمسلسلات فايروس يهدد القيم ويؤثر على سلوكات الشباب إجتماعيا ؟

بقلم : أحمدو بنمبا

انتشرت منذ مدة ليست بالقصيرة ظاهرة الأغاني الشعبية كنتاج لعدم الاستقرار الإقتصادي و المجتمعي ، بالتالي ليعود الحديث عن أثر هذه الأغاني الشائعة بين أبنائنا وخاصة الأطفال واليافعين يتجدد بالإضافة إلى المسلسلات التي أصبحت تركز على قصص الأحياء الشعبية والعشوائيات التي تذيع القصص البطولية أو بالأحرى “البلطجية” ، وتربطها بفكرة الشهامة والنخوة والأخلاق لتنال إعجاب جماهيري واسع، قد يلحق حتى طبقة المثقفين ذوي الوعي المرتفع .

وقد يغيب عن أذهاننا تأثير هذه السلوكيات التي يتم نقلها إلى جيلنا المعاصر عبر السينما وأغاني شعبية ( راي معاصر) ، فيقوموا بتقليدها لتنتقل إلى تصرفاتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كما لا يخفى علينا تأثيرها في تكوين شخصيات الشباب في مجتمعنا .

وقد تعددت الآراء حول هذه المسلسلات الشعبية وهذه الاغاني التي تروج لفكرة الانحراف والبلطجة والإدمان و تسمى بمفهوم اخر ، الأغاني” عصرية ” ، فالبعض مدحها والبعض الآخر ذمها وسيما، بعد أن أصبحت هذه الأغاني و هذه المسلسلات محط اهتمام ومتابعة الجميع فأصبح يدمنها الأطفال واليافعين وحتى بعض المثقفين ما جعل الأمر يمثل خطراً خاصة وأننا اصبحنا نسمع هذه الاغاني الهابطة في كل مكان في الشوارع والمقاهي ، وهي آخذه بالانحدار نحو مستوى أكثر هبوطاً وخاصة أبطال المسلسلات الذين يشكلون نماذج يقوم شبابنا بتقليدها .

وفي هذا السياق ، لا يختلف إثنان على امتداد مخاطر هذه الأغاني والمسلسلات ، بإعتبار أنها تؤدي إلى جعل المستمع ضحية للظروف وتواسيه ليرضى بالقليل وتلهيه عن أهدافه وتجعله يقلدهم في كل شيء وتهدم الثقة بين الناس، وخاصة الشباب المراهق في سن النضوج والإدراك فهو يميل إلى التقليد وتقمص الشخصيات بشكل مباشر بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تؤثر على اضطراب السلوك لديه ، أما الآثار الأكثر خطورة وتدميرًا تكمن في تأثيرها على السلوك العدواني والأخلاقي ، فهي تحول المستمع لبلطجي، لأن كلماتها عنيفة وفرضية فتتناول ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء و تعاطي المخدرات ، فرفقاء درب مثل هذه الأغاني هم المخدرات و زجاجة الخمر و الحشيش.

وعن الهدم الأخلاقي، فالأغاني الشعبية مليئة بالألفاظ الخارجة التي لا تناسب أي بيئة كانت فيما يخص الخمور والمخدرات والألفاظ الخادشة و قد يكون الأطفال عُرضة لتعلم تلك الألفاظ والأفعال ، وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات بتأثر الطفل بما يشاهده ، لذا يجب أن يبتعد الأطفال قدر الإمكان عن مثل هذه الأجواء واستبدالها بمؤثرات بيئية إيجابية لأن الطفل والمراهق كما ذكرنا سابقاً سيتأثر بالبيئة والمحيطة ويقلد كل شيء يتأثر به .

وإرتباطا بذات الموضوع فإن إهمال الأسرة لأطفالها قد يؤديهم ليس فقط لمتابعة هذه السلوكيات الهابطة بل إلى تقمصها وتقليدها أيضا، فالوعي يلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر والمهمة الأكبر تقع على الأسرة في توعية أبنائها، وهذا ليس صعباً فالطفل من سن العشر سنوات فما فوق يبدأ بالارتباط بالواقع أكثر من الخيال ويمكننا توعيته وتعبئته بالسلوكيات القويمة وتنبيهه على بذاءة بعض السلوكيات المجتمعية الغير مقبولة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة