لا شك أن الإنتخابات الأخيرة خيم عليها خطاب المنافسة وإستمالة الناخبين ، كل بطريقته التي يعتبرها مناسبة ، وذلك بطبيعة الحال بين الغريمين السياسيين على مستوى جهة الداخلة : الإستقلال # الأحرار ، لهذا كان من الضروري وبعد إنتهاء الإنتخابات والشروع في تشكيل المجالس المنتخبة ونظرا لإعتبارات عدة كالتقارب الحاصل والأكيد بين الحزبين على المستوى المركزي أضحى من الواجب على الأحزاب المذكورة تذويب الصراع التنافسي والإنكباب على المصلحة العامة بدل المصالح الأخرى الضيقة ، وهنا حصل التفاهم و التحالف من أجل الساكنة والمواطن بالدرجة الأولى ، هذا التقارب الودي بين الطرفين الذي يتسم بنوع من الجدية والعطاء ، يعطي انطباعا إيجابيا عن الحزبين للمتابع الذي إطلع على حيثيات التقارب وطبيعته وأهدافه ؛ بعدما كان يقول باستحالة هذا التحالف ، لكنها السياسة التي تنتصر للمصلحة ولا علاقة لها بعاطفة البغض والكره والحب.
إن اللقاء الأخوي قبل أن يكون حزبي أو سياسي يعطي درسا للمتابع للشأن العام أن السياسة هي فن ولعبة ولا علاقة لها بالواقع الإجتماعي وبالروابط الأسرية والعائلية فكل في طريقه ، بل الأهم من ذلك أن هذا اللقاء الشجاع فتح طريقا اخر لم يكن في الحسبان ، فمن منا كان ينتظر أن تنتهي هذه الصراعات السياسة والتحالفات بهذه الطريقة التي تخدم المصالح العامة وتعيد إحياء الثقة بين الفرقاء السياسيين وتذوب جليد الصراعات بين الأسر والعائلات وتفتح صفحة جديد عنوانها العمل ثم العمل لأجل الوطن والمواطن ونبذ الخلافات وجعل جهة الداخلة نموذجا يحتدى به في الميادين .. فتحية لأبطال هذه الملحمة التاريخية وتحية لكل سياسي غيور على مصالح الساكنة قبل مصالحه السياسية .