اختارت السلطات الجزائرية منصة معرض التجارة البينية الإفريقية “IATF 2025” لترويج أجندتها السياسية القديمة، من خلال تنظيم لقاء جانبي جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع نظرائه من تونس وموريتانيا وليبيا، إضافة إلى زعيم جبهة البوليساريو. هذه المبادرة تهدف إلى إطلاق نموذج مغاربي مبتور يستثني المغرب من المعادلة الإقليمية.
منذ قرارها قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط سنة 2021، لم تتوقف الجزائر عن البحث عن تحالفات إقليمية ضعيفة، قائمة على شراكات محدودة لا يمكنها إضفاء أي وزن فعلي على مشاريع الوحدة المغاربية في غياب المغرب، المحرك الاقتصادي والسياسي الأساسي في شمال إفريقيا.
الموقف المغربي ظل حازماً وواضحاً، كما أكد خطاب العرش لسنة 2025، حيث شدد الملك محمد السادس على أن أي اتحاد مغاربي حقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة المغرب والجزائر، إلى جانب باقي الدول الشقيقة، مع التأكيد على أن وحدة الشعوب المغاربية هي جوهر المشروع.
أما الدول الأخرى، فتعكس مواقفها واقعها الداخلي: تونس تواجه ضغوطاً اقتصادية وسياسية تدفعها لمواكبة الجزائر بحذر، ليبيا ما زالت منخرطة في صراعاتها الداخلية، وموريتانيا تواصل اتباع سياسة توازن تراعي مصالحها الأمنية والاقتصادية.
وبالرغم من هذه التحركات، تبقى المبادرات الجزائرية محدودة التأثير، إذ تركز أساساً على التشويش على المغرب وزرع الانقسام في الفضاء المغاربي، غير أن الواقع يفرض نفسه: لا مستقبل لأي اتحاد مغاربي دون المغرب، ولا استقرار للمنطقة طالما الجزائر متمسكة بسياسات عدائية تجاه شريكها الجوهري.