نامت ساكنة الداخلة ليلة البارحة السبت 6 غشت 2022 على وقع فاجعة مقتل طفل في سنه الثامنة وإصابة أمه وإخوته بجروح بليغة ، نتيجة لحادث اصطدام سيارة بهم تسير بسرعة جنونية ، بالشارع المار بقرب ساحة النهضة المحاذية لحائط المطار غرب المدينة ، والذي يعرف حركة سيارات غير مسبوقة خصوصا أخر أيام الأسبوع .
بعد هذا الحادث، بدأت موجة من الغضب تدب بين أوساط الناس والنشطاء الفيسبوكيين ، منددين بالوضع وضعف المراقبة في شوارع بعينها، وهو موقف يتكرر كل فترة ، فالحوادث في اطراد متزايد ، والحزن على ضحايا الطرق يترسخ، فيكاد لا يخلو منزل في المدينة من مشاعر اللوعة على فقيد سحقه الطريق أوقضى في حادث أليم.
إذ أصبحت روح المواطن ومستعملي الطريق مجرد قطعة نرد في لعبة حرب بين سائق متهور وفاسد مستهتر ، و أصبحت قلوب ذويه براكين لا تخمد إلا بإعلان الوصول إلى بيته ، و أصبحت ساعات المرور من الشوارع مجرد برزخ بين الحياة والموت ، فلم يعد خروج الراجلين سوى مغامرة عبور لجبهة حرب مشتعلة ،وكأننا أمام قطاع طرق يعودون من جديد ، و كأننا لم نبرح زمانهم .
واقع الطرق ومعدلات الحوادث والوفيات الناجمة عنها، يجب أن تتوقف ، فلابد أن يتم وضع حد لحوادث السير ، وتوعية السائقين المتهورين و مستعملي الطريق من راجلين بخطورة هذا الموضوع ، ووضع حواحز أمنية على كل الطرق الحيوية ، إسوة بالطريقة التي كانت تتعامل بها السلطات الأمنية أيام الحجر الصحي في عز أزمة كورونا ؟!
فهل سيفضي هذا الغضب الفيسبوكي من أجل فرض نظام محدد لضبط مستعملي الطرق ووقف نزيف حرب الطرقات ، أم أننا في دوامة الإنتظارية نترقب عن كثب سماع ومشاهدة حادث سير كبير آخر يحصد الكثير من القتلى والمزيد من الجرحى ؟