بقلم : الصغير محمد
في قلب مدينة الداخلة، وعلى طول الشارع المحاذي لمسجد الدرهم، حيث تنتشر الأبناك والمقاهي ومحلبات تقدم وجبات فطور بلدية تقليدية، بالإضافة إلى مطاعم السمك التي تعكس حيوية المدينة، يبرز مشهد يومي يثير التساؤل والقلق: أعداد كبيرة من المتسولين والمتسولات يثبتون تواجدهم في هذا الفضاء الحيوي، غير متأثرين بالتحركات التجارية والاجتماعية المحيطة.
ليس الأمر محصورًا في النساء كما يظن البعض، بل يشمل رجالًا وشبابًا، ما يجعل الظاهرة أكثر تعقيدًا وتستدعي دراسة أسبابها بعمق. السؤال الأساسي الذي يفرض نفسه: لماذا اختار هؤلاء الشارع المحاذي لمسجد الدرهم تحديدًا؟ وما الذي يجعل هذا المكان محطة دائمة لهم، رغم وجود فضاءات أخرى بالمدينة؟
المشهد يشير إلى هشاشة اجتماعية واقتصادية دفعت البعض للجوء إلى التسول كخيار يومي للبقاء، في حين قد يكون آخرون مستغلين للفضاء العام بهدف الربح السهل. وهو ما يفرض على السلطات المحلية التفكير في مقاربة شمولية، تتجاوز مجرد التدخل الأمني أو الإداري، لتشمل فهم الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الأفراد إلى هذا السلوك.
المدينة ليست مجرد عمران، بل فضاء يعكس قيم المجتمع وكرامة مواطنيه. ومن هذا المنطلق، فإن استمرار هذه الظاهرة في شارع حيوي ومزدحم يضر بجمالية المدينة ويطرح تحديًا حقيقيًا أمام الجهات المسؤولة لإعادة التوازن بين النظام العام والعدالة الاجتماعية.
معالجة هذه الظاهرة تتطلب تشخيصًا دقيقًا، برامج دعم فعالة، واستراتيجية تواصلية وتوعوية تراعي البعد الإنساني، حتى لا يبقى الفضاء العام مرآة لمظاهر سلبية تشوه صورة الداخلة، بل يصبح نموذجًا للانسجام بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية كرامة الإنسان.













