الساحل بريس
في خطوة تنم عن رؤية متقدمة وشراكة فعالة بين مختلف الفاعلين، صادقت دورة مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، يوم الإثنين الماضي، على اتفاقية هامة تهم تهيئة وعاء عقاري خاص بالحرفيين والمهنيين، في إطار استراتيجية شاملة لإعادة تنظيم الأنشطة المهنية في المدينة. هذه المبادرة ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى سنة 2017، حيث انطلقت حوارات مستمرة كان أخرها بين والي الجهة السيد علي خليل ورئيس جهة الداخلة – وادي الذهب، السيد الخطاط ينجا، لتقديم حل جذري لإشكالية انتشار الورشات الحرفية داخل الأحياء السكنية.
أهمية التهيئة التنظيمية في المدن السياحية
تُعتبر الداخلة نموذجًا فريدًا بفضل موقعها الساحلي وجاذبيتها السياحية المتزايدة، وهذا يستوجب المحافظة على نظافة ونظام المدينة بما يتلاءم مع تطلعات سكانها وزوارها. فالمدن السياحية بطبيعتها يجب أن تكون فضاءات نظيفة ومنظمة، تعكس جودة الحياة وروح الضيافة.
إن نقل الحرفيين والمهنيين إلى وعاء عقاري مهيأ يهدف إلى ضمان بيئة ملائمة للعمل، دون التأثير سلبًا على جودة الحياة في الأحياء المجاورة، حيث يتم فصل الأنشطة المهنية التي قد تكون مصدرًا للضجيج أو التلوث عن المناطق السكنية. هذه الخطوة تؤكد حرص الجهة على التنسيق بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة الحضرية.
تحليل الآثار الإيجابية للمشروع
تحسين المشهد الحضري: سيساعد تجميع الحرفيين في مكان واحد على تحرير الأرصفة والشوارع من الفوضى التي تنجم عن انتشار الورشات في الأحياء السكنية، مما يساهم في تحسين انسيابية الحركة والراحة البصرية.
دعم المهنيين: يوفر الوعاء العقاري الجديد بيئة عمل منظمة تضمن شروط السلامة والصحة المهنية، كما تتيح للمهنيين فرصًا أفضل لتطوير نشاطاتهم والاستفادة من خدمات الدعم والتأطير.
تطوير الاقتصاد المحلي: بوجود مركز مهني متخصص، يمكن تحفيز التعاون بين الحرفيين، وتعزيز جودة المنتجات، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة للتسويق والتصدير.
حماية البيئة والصحة العامة: الحد من التلوث الناجم عن الأنشطة الحرفية في الأحياء السكنية يعزز من صحة السكان وجودة الهواء والماء، ويجعل المدينة مكانًا أكثر ملاءمة للعيش.
جهود متواصلة وشراكة فعالة
لا يمكن النظر إلى هذا المشروع بمعزل عن العمل الدؤوب و اللقاءات المتكررة بين والي الجهة علي خليل ورئيس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، كانت منصة للحوار البناء، أسفرت عن توافقات وقرارات تصب في مصلحة المدينة والمهنيين على حد سواء. هذا التنسيق بين الإدارة العمومية والسلطة المنتخبة يعكس نموذجًا ناجحًا في التسيير الحكومي والشراكة المجتمعية.
مستقبل واعد للداخلة
يضع هذا المشروع الأساس لمدينة ذات هوية متجددة، تجمع بين التطور الحضري والاحترام الكامل للمهن والحرف . الداخلة، التي تطمح لأن تكون وجهة سياحية واقتصادية متميزة، تحتاج إلى هذا النوع من الحلول المتكاملة التي تضمن استدامة التنمية وراحة المواطنين.
خاتمة
إن تهيئة وعاء عقاري مهيأ للحرفيين والمهنيين ليست مجرد إعادة توطين للورشات، بل هي رسالة واضحة بأن المدينة تقدر مهنييها وتحترم بيئتها، وتعمل بلا كلل لتوفير فضاء حضري متوازن وعصري. وهذه الخطوة التي جاءت بعد سنوات من التشاور والبحث، تُبشر بأن الداخلة قادرة على المضي قدمًا نحو نموذج حضري متكامل، يحقق التنمية ويحافظ على جودة الحياة.
