اجتاح المغرب في السنوات الأخيرة، موجة من البرامج الساخرة التي تتخذ من موقع “يوتيوب” مكانًا للبث والتواصل مع الجمهور ، حيث حققت نجاحًا استثنائيًا، والمثال على ذلك موجود في اليوتوب ، والتي استطاع أصحابها أن يتركو بصمتهم الواضحة ويؤثرو في تجارب عديدة ، وباسو صاحب سلسلة ” الناطق غير الرسمي ” سابقا و “السي الكالة ” لاحقا لم يكن بعيدا عن هذا التأثير .
وتعتبر سلسلة “السي الكالة” أي ” السيد صاحب المعارف وقضاء الأغراض ” أبرز التجارب الكوميدية الرمضانية ، حيث و في هذا الإطار ، يقدم الكوميدي “باسو” لمحات كوميدية سريعة ينتقد من خلالها المجتمع والمؤسسات ، حيث تعتمد فكرة السلسة على شخص يتلقى اتصالات هاتفية من قبل اشخاص ذوي شأن ، يطلبون منه قضاء أغراضهم ويطلبون التوسط لهم عند أخرين ، ومن خلال ذلك يبث باسو رسائله في قالب كوميدي ساخر وخفيف.
وفي هذا الإطار وبناءا على ما تقدم ، فإن الكوميدي باسو انطلق في عمله هذا من رؤيته أن الخلل في المؤسسات هو مجتمعي فرسائل سلسلته الجديدة توعوية”.فالكوميديا عموما وسيلة مهمة لتغيير عقلية المجتمعات وآلية لإيصال أي رسالة تغييرية بشكل أعمق كحالة كل الرسائل ذات الطابع الفني، فحين يخاطب مفكر ما الجمهور بفكرة تغييرية لظاهرة ما فإن نسبة قليلة جدًا هي التي ستفهم وتتفاعل مع ما يقوله لكن لو تناول الساخر نفس الفكرة بشكل مضحك فإن أغلب الجمهور سيفهمها ويتفاعل معها”.
إن “سلسلة “السي الكالة” مثلت نقلة فريدة في تاريخ الفن الساخر الحديث ، و المعبرة والناقدة في وسط تعودت قنواته التلفزية على رتابة ما تقدم ، وأظهر باسو قدرة استثنائية على نقد الواقع بكل أريحية في دقائق معدودة وتقديم مادة توعوية مركزة، تلقفها الوسط التفاعلي في المجتمع المغربي بكل لهفة”.
و حققت تجربة باسو نجاحًا كبيرًا، فمقاطع فيديو سلسلته الجديدة تعتبر الأكثر تداولًا على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثة مثل “الواتساب” للمغاربة ، وقد تجاوز عدد المعجبين والمشاهدين بحلقات السلسلة على “اليوتوب ” مئات الالاف ، وهو رقم مرتفع مقارنة بمثيلاتها من البرامج والسلسلات التلفزية الأخرى .