عثرت السلطات الإسبانية، صباح اليوم الأربعاء، على مركب الصيد الساحلي “الحسين” الذي اختفى من ميناء أكادير، بعدما جنح في منطقة صخرية قرب بلدة أورسولا شمال جزيرة لانزاروتي، ضمن أرخبيل جزر الكناري. العملية أسفرت عن إنقاذ خمسة أشخاص كانوا على متنه في ظروف صعبة ومعقدة.
ووفق مصادر إعلامية إسبانية، فإن مالك المركب كان قد تقدم بشكاية لدى مصالح الدرك البحري، اتهم فيها أحد الحراس بسرقة المركب واستخدامه في محاولة للهجرة غير الشرعية نحو الأراضي الإسبانية. وأوضح المالك أن المركب اختفى فجأة من الميناء قبل أن تشير بيانات جهاز التتبع VMS إلى وجوده على بعد أميال طويلة من أكادير.
وأوضح اتحاد الطوارئ الإقليمي في لانزاروتي أن المهاجرين الخمسة كانوا في حالة إنهاك شديد، حفاة الأقدام، وقد ظلوا لمدة خمسة أيام دون طعام، ما استدعى تدخل فرق الطوارئ والصليب الأحمر لتقديم الإسعافات الطبية العاجلة.
وقد تم رصد المركب لأول مرة من قبل أحد السكان المحليين، الذي أبلغ مصالح الطوارئ حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحًا. على الفور، تحركت فرق الإنقاذ المكونة من عناصر الإطفاء مزودين بدراجات مائية، إلى جانب قارب الإنقاذ “سالفامار” ومروحية خفر السواحل الإسباني، وتم انتشال المهاجرين قبل الساعة السابعة صباحًا ونقلهم لتلقي الرعاية الصحية.
ومع ذلك، لم تنتهِ الأزمة عند هذا الحد، إذ اندلع حريق مفاجئ على متن المركب العالق في منطقة صخرية ضحلة تُعرف باسم “تشاركو دي لا كونديزا”، حيث تصاعد دخان كثيف من المركب المائل إلى الجهة اليسرى. وبدأت فرق الإطفاء بتقييم الوضع لتحديد مدى استقرار المركب وإمكانية إخماد الحريق، في حين وضعت مصالح الإنقاذ البحري بروتوكولات الطوارئ البيئية تحسبًا لأي تسرب محتمل للوقود.
وقد فتحت السلطات الإسبانية تحقيقًا عاجلًا لتحديد ظروف الرحلة غير القانونية وهوية المتورطين، بالتنسيق مع السلطات المغربية، خاصة وأن المركب كان موضوع بلاغ رسمي لدى الدرك البحري إثر اختفائه من ميناء أكادير.
