بقلم : محمد الصغير
في ظل ما تشهده الساحة السياسية محليا من إستقطابات وصراعات داخلية بات العنوان الأبرز هو تغيير مراكز اللعب من معارضة إلى مولاة والعكس صحيح وكذا البحث عن أهداف نفعية ، فبعد واقعة رئيس جماعة العركوب وإنضمامه الغير مدروس العواقب لحزب الأحرار في خطوة يعتبرها هو ناجحة لأجل البقاء في منصب الرئاسة ، جاءت واقعة أخرى أشد وطأة على الحلفاء السياسين أو ما يصطلح عليهم عاميا “معارضة بان بان “وهي واقعة إستقالة “محمد بوبكر ” المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصر والذي كان في وقت قريب يتجه في نفس إتجاه المعارضة المذكورة إلا أن تغيير قواعد اللعب السياسي عجلت بتقديم إستقالته والبحث عن حزب أخر للترشح بإسمه في الإستحقاقات المقبلة ،هذه الواقعة جاءت بعد سلسلة من التجاذبات والإشاعات ، تلتها سلسلة أخرى من الإتهامات والتراشق بينه وبين رموز حزبية مشاركة في عملية التأمر عليه حتى لا يترشح في الإستحقاقات الجماعية وفق منطقه هو وفرض الترشح عليه في البرلمان فقط كممثل عن إقليم أوسرد والذي رفضه جملة وتفصيلا ..
هذه التطورات الاخيرة التي شهدتها الساحة السياسية بالداخلة تطرحنا أمام أمور مستقبلية مبهمة لا يمكن التكهن بها ، نظرا للمتدخلين الكثر في الخارطة السياسة وظهور أحزاب قد تصنع الفارق مثل حزب الأمل وغيره من الأحزاب الحديثة أو الصغيرة . فمسألة الأهداف المتحركة وتغيير المراكز موضوع مقالنا اليوم وكذا التركيز من الأحزاب التقليدية والحديثة على الجماعات والمجالس التي تذر أمولا طائلة يطرحنا أمام مسألة مهمة تقودنا لطرح السؤال الاتي هل الناخب مزال يفكر أن يصوت على الشخص بدل المشروع المجتمعي المتكامل أو الإديولوجية الحزبية التي يؤمن بها ؟
إن هذا الواقع السياسي المشتت والغير متزن لا محال قد يكون المستفيد منه وبالتأكيد حالا ومستقبلا هوحزب الإستقلال ، الذي حافظ على رموزه وكوادره المؤثرة في المجتمع والساكنة بصفة خاصة ، فتجربة رئيس الجهة الخطاط ينجا الناجحة تعطي إنطباع للمتتبعين أن للحزب شأن عظيم وأنه الحزب الوحيد الذي قدم مشروعا مجتمعيا متكاملا وحققه رغم ما وجد من مطبات صنعتها أمامه المعارضة لمدة ست سنوات ،فتحركات القوى الحزبية المتكالبة على حزب الإستقلال قد لا تصل الى مطامعها لضعف هدفها وهشاشة طرق الوصول إليه ، فإذاما رجعنا قليلا إلى الوراء وبالضبط في الإنتخابات الماضية نجد أن حزب الإستقلال حصد المرتبة الأولى بفارق بعيد عن ملاحقه حزب الحركة الشعبية في حين أن حزب الأحرار لا وجود له ضمن السباق الإ بتمثيليات ضعيفة والأصالة وغيرها من الأحزاب .
ختاما وبناءا على ما سبق ، تعتبر الإستحقاقات القادمة مرحلة فاصلة بين السير قدما في التنمية وإشراك الساكنة في البرامج التنموية ودعمها في إطار تقليص الفوارق المجالية كما أقدم عليه رئيس الجهة الحالي الخطاط ينجا المنتمي لحزب الإستقلال وبين من يطمع في هدف مراكمة الثروة وإسترجاع ما أنفقه في حملاته الدعائية والإنتخابية في ظل نذرت مشروع واضح ومحدد الذي سيشتغل عليه في المرحلة القادمة وأعني هنا الوجوه الإنتخابية الأخرى المنافسة أو المعارضة لتوجهات حزب الإستقلال ، فرسالتي أن التدبير المؤسساتي لابد له من شخص كارزم يعي جيدا كيف تدبر الأمور وليس شخصا يبحث عن موطء قدم أو مكان تحت التدبير المصلحي والجري وراء سياسة الأهداف المتحركة التي يستفيد منها هو فقط ومن حوله كما يقع في مجالس عاشت تجارب فاشلة لمدة 12 سنة وأخرى لا تسقيك قطرة ماء وتمثيليات معوزة وضعيفة .