في إطار تفعيل برنامجها السنوي المرتبط بالتواصل السياسي والتأطير السياسي والحزبي على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب ، وانسجاما مع أهدافها الكبرى التي تروم الارتقاء بالمستوى السياسي لأفرادها ، والإنفتاح على أدوار الحزب السياسي في تأطير المواطن والدفاع عن مصالحه ، نظمت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة الداخلة وادي الذهب ، بالمقر الجهوي للحزب، لقاءا تواصليا اتخذت له موضوع: “الأحزاب السياسية ودورها في الفعل السياسي والتنموي بجهة الداخلة وادي الذهب ” مادة لنقاش عديد القضايا ذات الصلة بالمجال السياسي والعلاقة الجدلية بين التنمية والسياسة، إذ طرحت على طاولة النقاش مجموعة من الآراء، بعضها يقارب فشل النخب السياسية في لعب دورها في محاكاة مشاكل وقضايا المواطنين الكبرى ، خصوصا في ظل توجه الدولة الى تطبيق مقترح الحكم الذاتي ، هذا التراجع الحزبي والنخبوي أفرزه واقع سياسي مرير تكرس على مدى عقود. وبعدها يقارب فشل دور الأحزاب عموما في مسايرة تطلعات المواطن والمجتمع على حد سواء ، إلا أنه في المقابل يطرح السؤال كيف يمكن أن تساير النخبة السياسية الحكم الذاتي وهي التي تركت تسيير وتدبير شركة التنمية المحلية في يد السلطة المحلية ، في الوقت الذي كان ولابد ان تقوم النخبة السياسية بدورها المنوط بها في هذا الشأن .
وفي هذا الإطار تم استحضار مفهوم القبيلة والإنتقال من مؤسسة القبيلة إلى المؤسسة السياسية المتمثلة في الأحزاب السياسية ، و التي اقترن وجودها بالحداثة والإنتقال من البدو الى الحضر ، حيث أصحى الحزب مؤسسة تنتج النخب السياسية وتؤطر المواطن وتدافع عن مصالحه ، وفضاء لممارسة السياسة من منطلق المواطنة والغيرة على مصالح البلد والمواطنين على السواء.
ومن جهة أخرى يبقى هذا اللقاء التواصلي مبادرة مهمة ، تفتح شهية الساسة لمناقشة العديد من القضايا التي تهم المواطن بالدرجة الأولى ، وتحفز الفرقاء السياسين الأخرين من الأحزاب السياسية بجهة الداخلة وادي الذهب ، أن تنهج نفس المقاربة في فتح الحوار لمناقشة العديد من القضايا التي تهم المواطن ، لاسيما عزوف الشباب عن العمل السياسي ، مشكل تجديد النخب داخل الهياكل الحزبية ، إعطاء المشعل للشباب من أجل إبراز تصوراته داخل الشأن المحلي ولما الوطني ، تشبيب المجالس المنتخبة ، إنتاج نخب شابة قادرة على مسايرة التطورات الحاصلة على جميع المستويات والأصعدة ، دور الحزب السياسي في ممارسة مهامه من دفاع وتأطير وإنتاج ، إحتواء الشباب من الضياع المجتمعي والسياسي والإقتصادي ، دعم المبادرات الشابة ، فتح نقاش تصالحي مع الشباب الذين عزفوا عن العمل داخل الاحزب السياسية العائلية .. وهذا بحد ذاته سيكون قيمة مضافة يتعزز بها المشهد السياسي بجهة الداخلة وادي الذهب مستقبلا .