بين أحضان منطقة أولاد دليم ضواحي مراكش، وبين أصوات الطيور ورائحة الأرض الممزوجة بعبق التاريخ، تفتح زاوية أم الربط أبوابها لاستقبال وفود قادمة من الداخلة، في لقاء يليق بتاريخ المكان وروحانيته. هنا، ليس مجرد تبادل تحايا وهدايا، بل لحظة يختلط فيها الحاضر بالماضي، حيث يتحول كل ضيف إلى رسول يحمل معه رسالة من جهة بعيدة، ويصبح كل لقاء نافذة على فهم أعمق للتراث المغربي المشترك.
زيارة وفود الداخلة إلى زاوية أم الربط تحمل أبعادًا متعددة، فهي ليست مجرد حركة اجتماعية، بل انعكاس لعلاقات الهوية، التراث، والانتماء المكاني بين جهات المملكة. اختيار الخطاط ينجا و صلوح الجماني لتمثيل الوفد يضيف بعدًا ثقافيًا ورمزيًا، إذ أن دوره يتجاوز تمثيل الوفد إلى نقل رسائل تاريخية وروحية، تعكس صلة الحاضر بالماضي والجهة بالجهة.
الهدايا المقدمة خلال هذه الزيارة تحمل دلالات رمزية عميقة، فهي أدوات تعبير عن الاحترام، وعن رغبة صادقة في تقوية الروابط الاجتماعية والروحية بين مختلف الجهات. زاوية أم الربط، كمركز روحاني وثقافي، تقدم تجربة فريدة للزائرين، إذ تتيح لهم التفاعل مع التراث المغربي الأصيل من منظور اجتماعي، ديني، وثقافي متكامل، يعزز فكرة الوحدة الوطنية والانتماء المشترك رغم المسافات الجغرافية بين الداخلة ومراكش.
في نهاية الزيارة، يتبين أن زاوية أم الربط لم تكن مجرد مكان لاستقبال الوفود، بل معبر للهوية المغربية وروابطها العميقة بين الجهات، حيث كل هدية وكل تحية تعكس وعيًا جماعيًا بالتراث، وبالقدرة على جمع الناس معًا حول تجربة مشتركة، تجعل من التواصل بين الداخلة ومراكش نموذجًا حيًا لما يمكن أن تكون عليه الوحدة الثقافية والروحية في بلادنا.